فن

الفنان القدير دريد لحام لمرايا الدولية: الوطن الذي تسـتند به الكنيسـة على الجامـع..، وطـن لن ينكسـر

رندة جمعة _ مرايا الدولية

فنان سوري صنع لنفسه المجد وخطَّ لاسمه خلوداً لن ينسى مع الأجيال فبذكر اسمه يتوانى إلى ذهنك الفن الراقي والحضور المميز، والتاريخ الوطني، أيقونة الفن العربي لاسمه نغم خاص يعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، هو من أهم الأسماء السورية في الوطن العربي والعالم على حد سواء ضيف عدد مجلة مرايا الدولية الأستاذ القدير دريد لحام:

٭? بدايةً أستاذ دريد هل تبكي على الشام لما حصل بها أم تفرح للشام بانتصارها؟

بالتأكيد عندما يرى الشخص ماحدث في سورية سيحزن، ولكنه سيفرح بعدها لأنها بدأت بالخروج من هذه الأزمة والحرب الكونية التي شارك فيها كل أشرار العالم سواءً من الدول الشقيقة أم غير الشقيقة، وخاصة التغذية في المال بملايين الدولارات التي أنفقت لتهديم بلدي لكن الوطن الذي تستند به الكنسية على الجامع وطن لن ينكسر.

٭⚫ في زمن القتل المأجور والفوضى الفتنوية في المنطقة، كيف تقرؤون حال الأمة العربية في ظل كل هذه الفوضى؟

للأسف بدأ الشك يراودني بوجود شيء اسمه الأمة العربية لأنه لو وجدت الأمة لما ذُبحت سورية على أيدي الأشقاء، وماكان لليمن أن يُذبَّح.

فالأمة لها مقوماتها فأنا مع نظرية مجموعة أمم تعيش في عالم عربي لكن بالتأكيد ليسوا أمة واحدة وأعتذر من حزب البعث الذي يقول أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة التجارب والتاريخ أثبتت أننا غير ذلك.

أما بالنسبة للتطبيع فسورية صامدة كما كانت بوجهه، فالعدو الإسرائيلي عدو تاريخي وخاصة أن مخططاته بأن تكون دولته من النيل للفرات، فليس أمامنا إلا أن نصمد ونقاوم هذا العدو فالمخططات التي دخلوا بها بعض العرب لخدمة قيام إسرائيل الكبرى جعلتهم عبيداً، عندها فهم مجرد منفذين لأوامر إسرائيلية أميركية وليسوا بالأحرار كما يصفون أنفسهم.

٭? أستاذ دريد جانبكم من أعمدة الفن العربي الأصيل هل تغيرت الدراما السورية مع تغير الزمن والظروف؟ هل أنتم راضون عن الإنتاج الفني السوري الحالي؟

بالتأكيد عندما يزيد إنتاج أفلام السينما والدراما بالرغم من المحنة مع وجود مستويات مختلفة فهذا شيء إيجابي فسورية كطائر الفينيق الذي يصبح رماداً وينهض من أول وجديد. فهم كان يخيل إليهم أن تموت السينما والدراما والمسرح لكن العكس الدراما والسينما نشطتا حتى دار الأوبرا زاد عدد فعالياتها لتصبح يومية، وهذا كله يعود للصمود والإصرار على الحياة.

٭⚫ سورية كانت خلال سبع سنوات تفجيراً وقتلاً وإرهاباً… هل تشجعون على إنتاج أفلام توثق هذه الأحداث أم نحتاج إلى إنتاج يعزز روح الانتصار أكثر؟

لابدَّ من وجود الاثنين فالأعمال التي توثق حالة الحرب ضرورية، وتم تقديم أفلام ومسلسلات توثق ذلك للأجيال القادمة والتي من خلالها سيعرفون ما حصل في سورية.

لكن هناك أعمال لم تدخل في عمق الذبح والقتل لكنها أخذت الارتدادات أي النتائج التي خرجت عنها الأزمة كمسلسل «سنعود بعد قليل»، و «فيلم دمشق حلب» كما أريد أن أحيي الفيلم الرائع «أمينة» لأيمن زيدان الذي يوضح دور المرأة في الصمود في وجه الأزمات.

٭? لنتحدث أكثر عن فيلم «دمشق حلب»؟

حققت أكبر أحلامي في هذا العمل لأنه يتحدث عن هامش الأزمة فكان نص فيلم «دمشق حلب» هو المطلوب بالنسبة لي، وأنا أؤمن بالمخرج باسل الخطيب وفعلاً كان عملاً مميزاً حتى وصل لمرحلة أن تتذكر كل شخص في الفيلم مهما صغر دوره.

حتى إنه شغل بشكل جيد ولقى أصداء مهمة جداً وخاصة باإاسكندرية بشكل خاص، وتم منح الفيلم جائزة أفضل فيلم وتم منحي جائزة التمثيل الكبرى التي أعطيت مرة واحدة لفاتن حمامة وأنا الشخص الثاني، وتم فتح قاعة سينما واحدة باسمي وواحدة باسم فاروق الفيشاوي.

٭⚫ أنتم ممن خبر الشعب السوري هل ستعود سورية كما كانت بنسيجها الاجتماعي وتآلفه؟

طبعاً، ولكن هناك شرط بأن نعرف كيف نبني الإنسان من ناحية الانتماءات الدينية، ففي أحد المؤتمرات التي عقدت منذ سنوات لتغيير المناهج أصبح جدل حول المناهج الدينية فكان اقتراحي يجب أن يكون منهج تربية دينية إسلامية ومسيحية، ومنهج تربية إيمانية لأن الإيمان يجمع الإسلام والمسيحية لأننا نؤمن بإله واحد فيجب جمع المشتركات بين الأديان لا تكريس الفروقات، وللأسف حتى الآن يتم تدريس الفروق وهذا الشيء الخطير للأجيال القادمة.

٭ ?هل تشاركون في أي عمل فني قريباً؟

حتى الآن أقرأ ثلاثة أعمال تلفزيونية وخياراتي صعبة، دائماً أقول إن مستقبلي ورائي وليس أمامي، لأن أعمالي التي قدمتها سابقاً يجب أن تبقى في الوجدان فلا أعمل بعمل يسيء إلى مستقبلي الماضي، وألجأ إلى الرفض أكثر من القبول.

٭⚫ ما رسالتك عبر مجلة مرايا الدولية للشعب السوري وقيادته، وماذا تقولون لمن أرادوا تدمير سورية؟

صمودكم هو الذي جعل الجيش السوري يصمد وليس العكس، فنحن صبرنا من أجل أمّنا سورية، والذي أصبح في باقي الدول أنه تم التنحي لأنهم يعلمون أن شعبهم ليس معهم، لكن الدكتور بشار الأسد يعلم أن شعبه معه لذلك صمد وصمدنا وأعيا ذلك الدول التي تهتم في تدمير سورية وتنظر لسورية الآن بعين التعجب.

سورية تنتصر بثباتنا فنحن أشجار التين والزيتون المغروسيون في الأرض التي لن نتخلى عنها.

أما الغربيون فعداوتهم طبيعية لكن عداوة الأشقاء هي التي ليست طبيعية، وأنا أندم عندما كنت أتحدث وأقول عن بعض العرب بأنهم أشقاء.
سورية كطائر الفينيق الذي يصبح رماداً وينهض من جديد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى