دولي

الكيان الصهيوني .. الربيع يدق الابواب

كم من طابخ للسم آكله، وكم من حائك للمكائد يكون اول من يقع في شركها.

ربيع عربي ابتدأ منذ حوالي العقد ونيف وزار معظم دول الجوار، المطبع والمناهض،

وكثير من امبراطوريات الحكم التي عمّرت عقوداً من الزمن، تلاشت في خضم صراعات وتحركات لم يُعرف من بدايتها كما لم يُعرف منتهاها.

الحقيقة أن بعض التحركات كانت صادقة الأهداف والسعي، لكن جُرفت بمحركات هيمنت على كل تلك التحركات وقولبت الحراك كما تحب وتشتهي.

الشيء الثابت الوحيد أنه للأصابع الغربية، ولحلفائها في الشرق_ الصهاينة تحديداً_ كانت تلعب وتحرك كيفما تريد، وشهدنا انهيارات كبرى بسبب هذه الأصابع، أو بالحد الأدنى، استيلاء من تلك الأصابع على الحراك وتوجيهه كيفما تشاء.

لكن ما لم يكن في حسبان تلك القوى أن هذا الربيع قد يطرق ابوابها، ويقبع في زواريبها، ويقلق أمنها، بل وربما يغير في بعض أنظمتها.

بالعودة قليلاً إلى كلامٍ لسيد الكلام، منذ مدة خلت أننا قد لا نحتاج لأعمال عسكرية لإنهاء هذه الغدة القابعة والمسرطنة لكل منطقتنا، فإننا نرى بعضاً مما قد ذكره الأمين انه صار بحكم الواقع، ومن يرقب الشارع الإسرائيلي يعرف ويدرك حتمية وقرب زوال هذا الكيان اللقيط.

إن التحركات التي بدأت في ذلك الكيان وما تبعها من إجراءات لحكومة نتنياهو، لن يكون آخرها إقالة وزير الدفاع، إضافة إلى إحجام كبير من ضباط وعناصر سلاح الجو الصهيوني، الذي هو عصب القوة الإسرائيلية، وما سيتبعه في القريب القادم، يدلل على هشاشة صهيونية داخلية، لم يشهدها الكيان منذ صناعته وايجاده في أربعينيات القرن الماضي.

المتابعة لمجريات أحداث داخل الكيان، مع المؤثرات الخارجية من تصاعد الأعمال العسكرية في الداخل الفلسطيني، أو الأمنية، في سورية وبعض البلدان( والتي لا يتم الحديث عنها) رغم الخسائر التي تلاحق الصهاينة نتيجة هذه العمليات الأمنية، إضافة إلى التبدلات الإقليمية والدولية، وتغير خارطة التحالفات، كلها مؤشرات بإقتراب النهاية.

كلامي ليس ضرباً من جنون ولا هي أمنيات نرجوها منذ زمن، إنها وقائع تدل عليها أحداث الداخل الصهيوني الذي لم يعد خافياً على أحد حجم التفكك والانحلال الحاصل، رغم محاولات أميركية للترقيع، إلا أن المؤشرات باتت تؤكد أننا في عصر تبدل كبير في المنطقة، قد تكون درّته، زوال إسرائيلي وعودة كل من أتى نحو فلسطين، إلى بلده الأصلي أو بالحد الأدنى، تغييرات تفقد معها إسرائيل كل ما كانت تتمتع به لتصبح دولة تحتاج إلى الاحتضان والشفقة.

كما أسلفت، كلامٌ ليس خيالياً بل هو مستمدٌ من كل ما جرى وسيجري، والقادم القريب سيبين لنا الكثير من تغيرات لن تستطيع عقولنا إستيعابها، لشدة هولها وتأثيراتها خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.

بالمحصلة، رهانات الربيع العربي إنقلبت على صناعه، كما ينقلب السحر على الساحر، وخارطة جديدة تشهد مخاض الولادة القريبة، ولادة شرق أوسط جديد ذكرته وزيرة الخارجية الاميركية، كوندوليزا رايس، مع فارق بأن من يصنع ويبني تلك الولادة اليوم، هم نفسهم من يعلنون بأفعالهم، انتهاء الأحادية ونهاية الهيمنة الأميركية، وبداية ولادة نظام عالمي جديد لن يكون لأميركا وأتباعها أي مكان فيه.

دائماً نعيد ونكرر، إنهم يرونه بعيداً، ونراه قريباً بإذن الله.

حمزة العطار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى