سياسة

لماذا تصر السعودية ودول الخليج على إغلاق قناة الجزيرة؟!

الكل يعرف بأن قناة الجزيرة بما لها وما عليها تحتل مساحة واسعة في الاعلام العربي والعالمي ولها متابعيها سواء من الطرف الموافق أو الطرف المخالف وأن الكثير من الاعلاميين البارزين والصحفيين والمعلقين والمراسلين المحترفين يعملون تحت اشرافها، ومن الامور المسلم بها أن هذه القناة حينما تضع مشروعاً ضمن خططها فهي ترصد له الميزانية والامكانيات والعدة والعدد المناسب حتى تصل إلى النتيجة المطلوبة.

وقد كانت الجزيرة إلى جانب اخواتها القنوات السعودية والخليجية لها دور في اسقاط حكومات وتأزيم اوضاع وانطلاق ثورات وتحريك اضغان وتحريك طائفية والعديد من الازمات التي اختلقتها قنوات العهر والكذب الخليجي وكان كل ذلك يجري بدعم واشراف من حكام الخليج واموال البترودولار السعودي القطري التي كانت ترفد هذه المشاريع التخريبية.

اليوم جاء الدور على هذه الدول لتذوق من نفس الكأس الذي جرّعته للآخرين ويتم محاربتها بنفس الاسلوب ونفس النهج، وبما أن السعودية ودول الخليج شنو حرباً شعواء على قطر اعلامياً واقتصادياً وسياسياً اصبح سطر البداية ونقطة والنهاية في مشروع قلم الجزيرة هي السعودية وتحالفها المشؤوم، في الوقت الذي تقوم فيه السعودية بالكثير من المجازر والجرائم سواء في اليمن أو البحرين أو مشاركتها في تخريب العراق وسوريا والتدخل في لبنان ولكن ما سوف يقصم ظهرها ويجعل المادة الدسمة للاعلام القطري والجزيرة بالخصوص هو ما تقوم به في الداخل والحرب التي تشنها على مواطنيها وتضييعها لحقوق الانسان والثقافة والحضارة والحياة في مناطق القطيف والعوامية والمسورة وغيرها من المناطق الاخرى.

بدأت قناة الجزيرة تسلط الضوء على هذه الجرائم بشكل واضح وبالدليل والبرهان والصورة والصوت وهذا ما اقلق حكام السعودية مما سوف تقوم بتغطيته هذه القناة التي يعرفون مدى تأثيرها وقوة تعبيرها في نقل الاحداث سواء بفبركتها أو بنقلها بما هي عليه الواقع ففي كلا الحالين سوف تكون قناة الجزيرة صاحبة اللدغة الاقوى والاكثر تأثيراً في هلاك حكام المملكة السعودية وتهاوي حكمهم البائس.

كما أن العداء السعودي للجزيرة قد تكون له جذور أيضاً حيث أن قناة الجزيرة لم تكن كما غيرها من القنوات الاخرى مأجورة للاعلام السعودي بالكامل فقد كانت لها استقلاليتها نوعاً ما مما جعلها تتعرض للكثير من الضغوط والمضايقات طيلة فترة عملها وخصوصاً من السعودية صاحبة السياسة الدكتاتورية المنفردة والطغيان والاستكبار والتعالي على الآخرين واعتبارهم خدماً عندها.

اليوم ومع وضع الجزيرة لمشروع تغطية الاخبار الداخلية والخارجية التي تتعلق بالسياسات الخاطئة للسعودية احس حكام مملكة الوهابية بالخطر يهمس خلف آذانهم مهدداً بفضحهم على رؤوس الأشهاد مع العلم بأن المؤسسة الاعلامية للسعودية لا تقل اهمية ولا اتساعاً من الجزيرة فقنوات الاعلام السعودي تمتلك مساحة اعلامية واسعة في العالم العربي والأجنبي سواء بقنواتها الاخبارية المختلفة أو المنوعات ولكنها لم تستطع مجارات قناة الجزيرة وما زالت تخشى منها لذلك تحاول جاهدة أن تؤثر على الرأي العام من أجل اغلاقها واخماد صوتها الذي ربما ولأول مرة سوف ينطق بالحق حول ما يجري في الداخل السعودي ويفضح السياسات الاستعمارية والاستكبارية والقبلية ونوعية الارهاب الذي تقوم به الحكومة السعودية والفكر المتحجر لحكام آل سعود.

الحرب الاعلامية التي ستشتعل نيرانها بين الماكنة الاعلامية السعودية الخليجية وبين قناة الجزيرة ستكشف الكثير الكثير من الخبايا والخفايا والأسرار التي كانوا يتسترون عليها بالاشتراك مع بعضهم البعض ولكن اليوم اصبح السيف الذي كانوا يقطعون به رقاب الشعوب نصله مسلطاً على رقابهم ويهددهم بالخطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى