سياسة

– الحشد الشعبي العراقي يمسك الحدود ويسقط الرهان الامريكي – الجيش السوري وحلفاؤه إنجازات سريعة نحو معبر ” التنف” – التقارب القطري – الايراني وسط الصراخ السعودي – الاماراتي

رئيس تحرير مجلة مرايا الدولية – فادي بودية 

لم تكن صورة سعادة مستشار الامن الوطني العراقي الاستاذ ” فالح الفياض ” إلى جانب نظرائه الايراني والسوري والروسي بصدفة أو مفاجأة ، وكذلك زيارته موفداً من رئيس الحكومة العراقية الدكتور حيدر العبادي إلى الرئيس الاسد في رسالة واضحة مفادها :” العراق وسورية جبهة واحدة ” .

الحشد الشعبي العراقي إستطاع اليوم كسر مشروع التقسيم المعد للعراق من خلال تحريرها الغالبية المطلقة للاراضي العراقية والاهم أنه أمسك بالحدود العراقية السورية حيث كان الجنرال ” قاسم سليماني ” أوّل الواصلين أو ربما أوّل المنتظرين .

الجيش السوري وحلفاؤه بدأوا بأوسع عملية عسكرية بغطاء جوي روسي باتجاه البادية محققين إنتصارات كبيرة في خطوات متسارعة للوصول إلى معبر ” التنف ” حيث اللقاء مع قوات الحشد الشعبي العراقي وبالتالي رد المشروع الاميركي – السعودي – التركي الرامي إلى تقسيم سورية والعراق على أساس دويلات عرقية ودينية … والكلمة الفصل دوماً كانت للميدان العسكري .

على وقع أهازيج الانتصارات من العراق إلى سورية ، كان الإنفجار الكبير القطري – السعودي والاماراتي على خلفية تصريحات أمير قطر التي فضح بها الملك السعودي ، فيما شهدت العلاقات الايرانية – القطرية سخونة حميمية بإعادة العلاقات  في ظل الجفاء والعداء السعودي – الاماراتي .

في المعلومات والوقائع

أولاً : في ما يتعلق بالملف العراقي – السوري حيث أجرت مجلة مرايا الدولية إصدارين متتاليين : الاول بعنوان ” سورية تنتصر ” والثاني بعنوان ” العراق ينتصر ” تضمنا سلسلة لقاءات مع مسؤولين سوريين وعراقيين من قادة الحشد الشعبي  تبيّن لنا أن هناك موقفاً واضحاً بتوحيد الجبهة ووصلها على قاعدة أن ” أمن العراق من أمن سورية والعكس صحيح ” مما يساعد على ضبط الايقاع السياسي في ظل التطهير الميداني من الارهاب التكفيري الذي بات في نهايته على المستوى السوري والعراقي .

ثانياً : مشاريع التقسيم وسينارهوريات إسقاط النظام السوري الذي حاول جاهداً الملك السعودي والرئيس التركي ومن لفّ لفيفهما مع سيدهم في البيت الابيض باتت أضغاث أحلام لا بل بدأ الخوف يتجلجل أكثر من إنفجارات داخلية في السعودية وتركيا بسبب النزوح  الكبير للمسلحين الارهابيين وتغلغلهم داخل المجتمعات السعودية والاردنية والتركية والخليجية .

ثالثا: يبقى السؤال الذي يراود الكثيرين : هل سيكمل الحشد الشعبي العراقي طريقه إلى سورية ؟؟

إن التابع الدقيق للميدان يدرك جيداً أن هناك العديد من فصائل الحشد الشعبي موجودة أصلاً في سورية ومنها حركة النجباء وعصائب أهل الحق وغيرهما ، وإنّ وجود الحشد بكامل هيئته في سورية هو أمر حتمي ولا مناص منه على قاعدة أن الخطر واحد والنصر واحد .

رابعاً : من الواضح أن قطر باتت تغرّد خارج السرب الخليجي بعد أن أدركت المستنقع الكبير الذي غرقت فيه المملكة العربية السعودية ومعها بعض دول الخليج من خلال ” المقامرة “ بـ 550 مليار دولار جزية للسيد ترامب الذي لازال أمر وجوده في البيت الابيض محط جدل ورهان ، لذلك كان من الطبيعي أن يتصل أمير قطر بجمهورية الصدق والوفاء ” إيران ” ليرتمي في حضنها الذي لا يعرف الاذلال ولا المهانة .

نحن لا ننفي علاقات قطر بالجماعات الارهابية التي دعمتها وموّلتها طيلة هذه السنوات والان باتت اللعبة مكشوفة :” من يحقق مصالحه بضمانة أكبر ” و” من يتربّع على عرش مملكة القرار العربي ” …

في المحصّلة ، إنّ المنتصر في الحرب على الارهاب مع الحفاظ على وحدة أرضه وشعبه وكرامته وعزّته سيكون له المستقبل وستركع عند أعتاب حدود كبار المسؤولين والامراء والملوك طمعاً برضاه .. ولا شك عندنا أن سورية منتصرة ، والعراق منتصر ، والمقاومة منتصرة ..ولو بعد حين …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى