دوليروسيا

بوتين من الصين: مستعدون للقاء زيلنسكي

بكين قوة دافعة للاقتصاد العالمي

عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

مؤتمرًا صحفيًا عقب زيارته الرسمية إلى الصين، حيث تناول في تصريحاته عددًا من الملفات الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها الأزمة الأوكرانية والعلاقات الثنائية مع بكين، إضافة إلى الوضع الاقتصادي العالمي.

في الشأن الأوكراني، أكد بوتين أن روسيا لا تستبعد لقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرًا إلى أنه إذا كان زيلينسكي مستعدًا للاجتماع، فبإمكانه القدوم إلى موسكو، موضحًا أن “التسوية ممكنة، ولكن بشروط واضحة، على رأسها رفع الأحكام العرفية في أوكرانيا”، لأن القضايا الإقليمية لا يمكن حسمها إلا عبر الاستفتاء الشعبي، وهو ما يتطلب أولًا إلغاء الظروف الاستثنائية المفروضة هناك.

وشدد على أنّ أمن أوكرانيا لا يمكن ضمانه على حساب أمن روسيا، مضيفًا أن الشعب الذي قرر العيش ضمن روسيا “يجب احترام رأيه”، معتبراً أن هذا هو جوهر الديمقراطية.

كما أوضح أن روسيا لم تشكك في يوم من الأيام بحق أوكرانيا في اتخاذ قراراتها الاقتصادية، بما في ذلك الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكنه في الوقت نفسه جدد رفضه القاطع لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، لما يشكله ذلك من تهديد مباشر على الأمن الروسي.

وأشار بوتين إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية تحاول سد الثغرات في مناطق العملية العسكرية الخاصة من خلال إعادة انتشار قواتها، لكنها غير قادرة على تنفيذ عمليات هجومية، مؤكدًا أن موسكو ما زالت تؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.

كما حذّر من أنه إذا استحال الحل السلمي، “فستضطر روسيا إلى تنفيذ مهامها الميدانية بالوسائل العسكرية”، ومع ذلك عبّر عن تفاؤله بقوله: “نرى نورًا في نهاية النفق”، مشددًا على أن روسيا مستعدة لرفع مستوى فريق المفاوضات بشأن التسوية الأوكرانية متى ما توفرت الإرادة الجدية من الطرف الآخر.

وفي ما يتعلق بالعلاقات مع الصين، قال بوتين إن بيئة العمل في الصين تتيح لقاء الزملاء الأجانب وسط أجواء غير رسمية، مشيدًا بمبادرة “الحوكمة العالمية” التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ، معتبراً أنها جاءت في الوقت المناسب، وتهدف إلى بناء علاقات إيجابية بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك.

وأضاف أن وحدة جميع الدول التي اجتمعت في الصين تعكس موقفًا إيجابيًا وثقة متزايدة بإمكانية تحقيق الأهداف الدولية المشتركة.

اقتصادياً

وعلى الصعيد الاقتصادي، وصف بوتين الصين بأنها لا تزال “القوة الدافعة للاقتصاد العالمي”، مشيرًا إلى أن روسيا ستزوّد الصين بأكثر من 100 مليار متر مكعب من الغاز، وأن بكين ستحصل على موارد الطاقة بأسعار السوق، لا بأسعار مبالغ فيها.

كما أوضح أن مشروع “قوة سيبيريا 2” تم العمل عليه منذ سنوات، وأن المفاوضات بشأنه استمرت لفترة طويلة، مؤكدًا أنّ “الوثائق التي تم اعتمادها خلال الزيارة ترسم ملامح التعاون المستقبلي بين البلدين، خصوصًا في ظل زيادة احتياجات الطاقة في دول آسيا والمحيط الهادئ”، التي وصفها بوتين بأنها “المحرك الرئيسي للنمو العالمي”، بخلاف اقتصادات منطقة اليورو التي تعيش حالة من الركود.

العلاقة مع واشنطن

أما في ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، فقد علّق بوتين على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي تحدث عن “مؤامرة” من روسيا والصين وكوريا الشمالية ضد بلاده، حيث قال بوتين ساخرًا إن “الرئيس الأمريكي لا يخلو من روح الدعابة”.

وأضاف أن ترامب تلقى دعوة لزيارة موسكو، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن التحضيرات لهذا اللقاء غير جارية حاليًا، والجدول الزمني لا يزال غير معروف، موضحًا أنه يحتفظ بعلاقات جيدة مع ترامب حتى الآن

#مرايا_الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى