سياسة

الخلافات بين بن سلمان والوليد بن طلال إلى أين؟

لا طريق للمفاوضات بين الوليد وبن سلمان بعد أن رفض الوليد دفع مبلغ يعادل 6مليار دولار لإطلاق سراحه، وطالب بإجراء تحقيق رسمي يحضره محاميين دوليين ومختصين في عالم المال والأعمال من أجل تبرئته من اتهامات الفساد الموجهة إليه، ولكن ابن سلمان رفض ذلك معتبرا تبرئته دليل على وجود تعسف من طرفه وهزيمة له في مواجهة الوليد وخوفا من تشجيع الأمراء الأخرين على التحدي.

ماذا يريد بن سلمان من الوليد؟!

مع تعرقل صفقات بن سلمان مع الوليد بن طلال في محكمة الخمس نجوم في فندق الريتز في الرياض، تزداد ورطة ولي العهد مع مضي شهرين على الحملة التي لم تنته بعد بحق أولاد عمه من آل سعود، حملة أراد منها تطويع أميرين أساسيين يشكلان خطراً كبيراً أمام وصوله إلى العرش هما (متعب بن عبد الله) رئيس الحرس الجمهوري السابق والملياردير (الوليد بن طلال).

واستطاع بن سلمان بأسلوبه الفطن من اخضاع الأمير متعب بن عبد الله الذي كان يشكل عقبة كبيرة أمام وصوله إلى العرش وذلك بعد اعفائه من منصبه من ثم زجه بالسجن، قبل أن يطلق سراحه بعد موافقته على صفقة بن سلمان التي تقتضي بدفع أكثر من مليار دولار والابتعاد عن الأمور السياسية في المملكة، بحسب وكالة رويترز.

صحيح ان اعتقالات بن سلمان لأولاد عمه كانت تطغى عليها الاهداف السياسية، إلا أن الأمر كان مختلف بالنسبة للوليد بن طلال، حيث كان يحمل اعتقاله طابعًا اقتصادياً وسياسياً على حد سواء. فبن طلال هو أقوى الأمراء على الاطلاق من الناحية الاقتصادي، الأمر الذي أعطاه دور سياسي فاعل داخل المملكة وخارجها حيث لديه أصدقاء كثر على أعلى المستويات من الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما إلى الرئيس الفرنسي  ايمانويل  ماكرون  إلى غيرهم من الرؤساء الذين استغربوا اعتقال الوليد لما يشكله من داعم اقتصادي لبلادهم.

ويعي بن سلمان أن ترامب التاجر قد يغيّر من موقفه تجاه تنصيبه ملكاً في حال حصوله على أي “رشوة” من الملياردير الوليد بن طلال وعلى هذا الأساس شرع بن سلمان في خطته من أجل تجريد الوليد بن طلال من نقطة قوته وهي المال، واضعاً يده على أموال الوليد في السعودية، وسعى بن سلمان إلى مصادرة أموال الوليد بن طلال في الخارج، إلا أن المؤسسات المالية أخبرته أنه يجب حضور الوليد بن طلال نفسه إلى هذه المؤسسات الموجودة في الغرب لكي يقرر بكل حرية في مصير أمواله. ورفضت البنوك الدولية ايضاَ رفضا قاطعا مدّ السعودية بالبيانات المالية بل عملت على التدقيق في كل وثيقة قد يكون الوليد بن طلال قد وقعها.

وفي هذا السياق، كشفت معلومات بريطانية أن الرياض تحركت فعلا باتجاه المغرب وذلك لحجز أملاك الملياردير السعودي الذي يتوفر على مشاريع ضخمة في عدة مدن مغربية، جاءت في سياق حصول السلطات السعودية على دعم أميركي لمصادرة أموال الأمراء المتهمين بالفساد المالي.

الرأي العالمي ينقلب على بن سلمان

استمرار اعتقال الوليد بن طلال زاد من ورطة ولي العهد وخاصة بعد مضي أكثر من 3 أشهر على اعتقاله للوليد دون تحقيق أي من صفقة مع الأخير، وأصبح بن سلمان محرج أمام الرأي العام وخاصة الأمريكي حيث تساءل ستيفن سنايدرالصحفي الأمريكي في برنامج (ذي وارلد) عن مصير الوليد قائلاً: لماذا يتم اعتقال واحد من أغنى أغنياء العالم، ولا أحد يتكلم؟ وقال إن الأمير الوليد بن طلال المحتجز في السعودية منذ شهرين، اختفت قصته.

كما ويعتقد سياسيون فرنسيون أن الرئيس ماكرون سيثير مع ضيفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في أواخر فبراير/ شباط أو مطلع مارس/ آذار المقبلين مسألة احتجاز السلطات السعودية المتواصل لمجموعة من الأمراء، في طليعتهم الأمير الملياردير الوليد بن طلال.

يذكر انه تمّ توقيف الأمير الوليد بن طلال منذ أوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2017 مع عشرات من النخبة السياسية والاقتصادية في البلاد في حملة قالت السلطات السعودية إنها (حملة على الفساد).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى