مقابلات خاصة

مجلة مرايا الدولية تنفرد بحوار خاص مع الصحافي اليهودي المؤرخ الدكتور إسرائيل شامير : دولة فلسطين هي دولة واحدة من الأردن إلى البحر ، إسرائيل مغتصبة للأرض الفلسطينية

خاص – مرايا الدولية

– الصهيونية حركة متشددة كما الوهابية ولذلك نرى تقارباً بين السعودية وإسرائيل .

– إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها في حرب 2006 ولو أنها انتصرت كانت تريد سوريا ومن بعدها إيران .

– السياسة الصهيونية تجنح نحو تصعيد العنف في المنطقة.

– بعض دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تدعم السياسة الصهيونية في إطار هدم المسجد الأقصى بهدف نسف التاريخ والحضارة .

– إسرائيل غير قادرة على مواجهة إيران ولو أنها تستطيع لفعلت ذلك منذ زمن بعيد .

– الشعب الإسرائيلي يتعامل مع كلام السيد نصرالله بكثير من الجدية لأنه رجل صادق وشجاع .

نصّ المقابلة :

1- بداية نودّ أن نتعرّف بكم ؟

( إسرائيل شامير ) صحافي وكاتب سياسي ، كنت أعيش في ( يافا )بمنطقة اسمها ( العجمي ) ، ثم هاجرت من إسرائيل وسكنت في  موسكو.

2- ما هي نظرتكم إلى الكيان الإسرائيلي ووجوده في فلسطين ؟

كتبتُ كتاباً بعنوان ( الزيتون والغصن ) وقد تمّ طباعته ونشره في العديد من المناطق ، وهو كتاب يقع في 500 صفحة يجيب تحديداً عن هذا السؤال .

في هذا الكتاب أقول أن دولة فلسطين هي دولة واحدة من الأردن إلى البحر ، ويمكن القول أن فلسطين هي جزء من سوريا الكبرى ، فتكون بذلك لبنان وسوريا وفلسطين والأردن منطقة واحدة . وهنا يطرح السؤال الكبير : ماذا يجب أن نفعل لحل المشكلة بين فلسطين وإسرائيل ؟؟؟ في البداية يجب أن يكون لكل المواطنين حقوق واحدة فمثلاً داعش اليوم عندها منطق مخالف للبشر وهو القائل : ( من كان معنا فهو منا ومن كان مخالف لنا فهو عدو ) ، وكذلك في فلسطين نشهد المنطق نفسه فمن كان يهودياً فهو يملك حقوقاً أكثر من غيره . لذلك فإنّ منطق إسرائيل لا يختلف كثيراً عن منطق داعش . أنا أؤمن أن كل من يعيش على أرض فلسطين يجب أن يتمتعوا بالحقوق نفسها .

3- ما هو دور الحركة الصهيونية في نشر العداء بين العرب واليهود؟

الصهيونية هي حركة يهودية متشددة كما الوهابية هي حركة إسلامية متشددة ، ولذلك نحن نرى تقارباً سعودياً – إسرائيلياً نتيجة هذا التقارب في التشدد بين الوهابية والصهيونية .

4- حزب الله وإيران لعبا دوراً كبيراً في ردع إسرائيل في المنطقة .

إلى أي مدى بات حزب الله يشكل قوة ردع للكيان الصهيوني ؟ وهل ما زال الإسرائيلي يشعر بالأمان في مستوطناته ؟

في العام 2006 فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها في حربها مع حزب الله ، وهذا شكّل قوة ردع قوية بوجه إسرائيل ، وقد شعر هذا الجيش بالصدمة لأول مرة في تاريخه أنه ليس الجيش القادر على الانتصار ، لذلك فإن الجيش الإسرائيلي أنفق مليارات الدولارات حتى لا تتكرر هزيمته التي لحقت به عام 2006 ، وفي الفترة الأخيرة يدور حديث في مراكز القرار الإسرائيلية عن ضرورة القيام بحرب ضد حزب الله على اعتبار أن الحرب في سوريا قد أدّت إلى إضعافه وزعزعته بالإضافة إلى تصنيفه حزباً إرهابياً من قبل بعض دول الخليج … لكن أنا أعتقد أن هذا النمط من التفكير هو تهديد للسلام في المنطقة .

5- إسرائيل تنتهك المسجد الأقصى كل يوم وتعتدي على المصلين .

ما هي رؤيتكم لمشروع ( تهويد القدس ) ؟

للأسف ، إنّ هذا الواقع يزداد عنفاً من قبل الإسرائيليين حيال المسجد الأقصى ، وكل الحديث حول الحلول السياسية أعتقد أنها غير مجدية لأن السياسة الصهيونية هي سياسة متشددة وتجنح نحو العنف أكثر ، لذلك يجب تغيير السياسة الصهيونية من جذورها لأنّ الصهاينة المتشددين يطمحون إلى هدم المسجد الأقصى من أجل نسف تاريخه تماماً كما يفعل المتشددون الإسلاميون في سوريا والعراق .

لكن الأكثر خطورة في هذا الموضوع أن بعض دول الخليج وعلى رأسها السعودية تدعم السياسة الصهيونية في هذا الإطار .

6- هل تعتقدون أن إسرائيل قادرة على مواجهة إيران عسكرياً ؟ وأي مستقبل ينتظر الإسرائيليين داخل الكيان ؟

قبل نحو 2000 عام كان يوجد كنيسة معلّق على بابها صورة لمدينة إيرانية اسمها  ” سوشان سوزي ” وكانت عاصمة إيران في تلك الفترة ، وداوود يشرح سبب وجودها هناك حيث  تقول اللوحة أنه يجب على إسرائيل ألا تعتدي على إيران أو على كل ما يخص إيران لأنها قادرة في يوم ما على سحق إسرائيل وإزالتها من المنطقة نظراً لقوة شعبها وقوة جيشها .

لذلك أعتقد أن على الإسرائيليين أن يعودوا إلى هذه اللوحة ويقرؤوها جيداً في هذه الفترة قبل فوات الأوان .

إيران اليوم دولة نووية باعتراف العالم ، وقد قامت السياسة الصهيونية على التوعية الفاسدة للشعب الإسرائيلي أنهم مهددون بالخطر الإيراني ، حتى أصبح بعض الإسرائيليون البسطاء يطالبون حكومتهم بضرب إيران من أجل التخلص من هذا الخطر .

أنا أعتقد أن هذه التوعية الخاطئة ستكون خطراً كبيراً على الشعب الإسرائيلي في نهاية المطاف ، وفي مفهومي الخاص أن إسرائيل غير قادرة على مواجهة إيران لأنها لو كانت تستطيع ذلك لشنّت حرباً عليها منذ زمن ، والدليل على ذلك أن خطة إسرائيل في العام 2006 كانت تقضي أنها إذا انتصرت في حربها على حزب الله كانت ستتوجه إلى سوريا ومن بعدها إلى إيران لكنها لم تنتصر .

7- السيد نصر الله هدّد إسرائيل بضرب خزانات الامونيا ، والحرس الثوري الإيراني هدّد إسرائيل بالصواريخ البالستية القادرة على تدمير الكيان .

كيف يشعر الإسرائيلييون في ظل هذه التهديدات ؟

الشعب الإسرائيلي يتعامل مع كلام السيد حسن نصرالله بكثير من الجدية لأنه رجل صادق وشجاع وقادر على تنفيذ تهديداته ، والجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة يحاول أن ينتصر انتصاراً يجعله في حالة من الإستقرار التام لكنّ مشروعه ما زال مردوعاً بفعل قوة حزب الله ، وفي الحديث الأخير هدّد السيد نصرالله بضرب المنشآت النووية في إسرائيل وهذا ما أثار الرعب والخوف في الأوساط الإسرائيلية .

لكن من المهم الإشارة أن إسرائيل دائما تتعامل مع الأحداث على قاعدة الضربة لاستباقية لأنها تشعر بخطر يداهمها بشكل مستمر .

8- هناك أعداد كبيرة ترحل من الإسرائيليين من فلسطين المحتلة بسبب شعورها بالتهديد . ما هو مستقبل الإسرائيليين داخل الكيان ؟

في الحقيقة صحيح أن هناك أعداداً كبيرة تهاجر من إسرائيل بسبب سياسة الحكومة التي تجنح أكثر فأكثر نحو العنف والعداء ، وفي المقابل يوجد بعض اليهود الذين يعودون إلى إسرائيل وهؤلاء هم المتشددون القادرون على التأقلم مع هذه البيئة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى