مقابلات خاصة

رئيس جماعة علماء العراق سماحة الشيخ «خالد الملا»: • الحشد الشعبي أعطى للجيش العراقي المعنويات لتحقيق النصر

عالم ديني إسلامي نهل من معين الإسلام الأصيل دعوة الوحدة والتوحّد… مؤمن بشعبه ووطنه وقدرته على تحقيق الانتصار… رئيس جماعة علماء العراق سماحة الشيخ «خالد الملا» في حديث خاص لمجلة مرايا الدولية…

نبدأ من النهاية الإرهاب المتفشي في العراق والمنطقة بشكل عام ومذهبة هذا الصراع على انه صراع إسلامي إسلامي او انه ثورة سنية على عالم شيعي، ما هو موقفكم من هذه الحرب التي حاولوا مذهبتها وإثارة الفتنة الطائفية والمذهبية؟

الإرهاب لفظ عام دونه معانٍ عديدة، فهو في العراق ربما يختلف عنه في سورية وفي العالم، واهم اسباب ظهوره في العراق هو الصراع السياسي في الطبقة السياسية الحاكمة التي لم تنسجم مع بعضها ولم يعملوا على النهوض بالعراق فهي الجزء الاساسي للسماح لبؤر الإرهاب ان تنتشر وتقوم بهذه الفوضى، وهو ليس كما يصوره الإعلام انه جاء بيوم واحد او انه سقوط المدينة باربع ساعات فالذي حدث خلاف ذلك، فمشهد سقوط الموصل بهذا الشكل قاموا بالعمل عليه لمدة 12 عاماً، والصراع مستمر ليومنا هذا لان الجميع مستفيد منه.

وبالتالي الإرهاب ليس كما يعرفه الناس مجموعة متطرفة تعمل هنا وهناك بل هو مجموعة ومنظومة مخبارتية دولية تصنع بعض الاشخاص وتنظر إلى الخريطة الجغرافية وأماكن وجود المشاكل السياسية التي يقابلها ضعف وغياب القانون وعدم المحاسبة فيستغلون هذه المشاكل.

من استغل هذا الظرف؟

المستفيد هو الذي يرفض النظام السياسي العراقي التعددي الفيدرالي الجديد وكل من يرفض صيغة هذا النظام ويريد إعادة العراق للنظام الرجعي الواحد بلون وعائلة واحدة، هم يريدون عراقاً مستقراً لكن بمقاسهم ووجودهم وحكمهم، فينبغي علينا ان لا نهمش هذا الشيء او نسطحه لابد ان نستوقفه من خلال هذا التصريح لـــ د.صلاح الدين الايوبي الناطق الرسمي باسم رجال الطريقة النقشبندية وهي واحدة من المجاميع الاحادية التكفيرية وميزة هذه المجموعة انها اهم من داعش لضمها ضباط مخابرات والحرس الخاص لصدام حسين والحلقات المقربة منه خلعت ثوب العسكر وأطلقت اللحى وأصبحوا رجالاً للنقشبندية، هم سرقوا هذه الطريقة لأن الكثير لا يعرف ان النقشبندية السنية هي من أرق وأجمل الطرق الصوفية الواحدة الهادئة، هي طريقة الذكر الخفي لأن امتدادهم خفي فهم سرقوا طريقتها ومذهبها، وعندما سئلوا متى بدأتم جهادكم كان جوابهم بدأنا يوم 2017:4:10 أي بعد يوم واحد من سقوط الدولة العراقية ومازالوا مستمرين.

الحرب الإرهابية اشتعلت في العراق وقام المجتمع العراقي بالتصدي لها عبر الحشد الشعبي، ما هو دور أهل السنة في الحشد الشعبي؟

بداية تعرض الشيعة إلى هزات كثيرة بسبب تغير النظام الحالي والانفجارات التي حصلت أكثر من 90 % منها تستهدف المناطق الشيعية منها ضربة الإمامين العسكريين الذي هو فك لرموز المسلمين جميعاً لكن له خصوصية عند الشيعة وفي جسر الائمة استشهد اكثر من 1000 شهيد عراقي في لحظة واحدة، واستشهد في المحمودية أكثر من 500 عراقي في انفجار صهريج، وفي الخبر أكتر من 600 شهيد.

جرائم كثيرة استهدفت الشيعة بالذات، ومع ذلك لم يصدر الإمام السيستاني فتوى بهذه الجرائم، وإنما كان يدعو للتهدئة ووحدة الصف لأن الذي يحدث ليس على أيدي أهل السنة إنما هو إرهاب يستهدف السنة والشيعة والعراقيين جميعاً، أما عندما استفحل الأمر وطال الإرهاب كل المكونات العراقية أصدر الإمام فتواه التي تحمل رسالة وطنية عراقية واضحة، لأنهم لو دخلوا بغداد لاشتعلت الحرب الطائفية ولم تنطفئ خمسين عاماً، الحشد الشعبي اكتملت ألوانه بفتوى المرجعية.

فتوى المرجعية جاءت بدلاً من ان يصوب العراقيين بنادقهم لأنفسهم صوبوها لداعش العدو الواحد للسني والشيعي والعلماني، هذه هي الترجمة الصحيحة لهذه الفتوى لأنه من الخطأ ان تتقاتلوا فيما بينكم، وبالدعوة لفتوى الجهاد لملم صفوف الشباب من جميع الطوائف ووحد الشعب العراقي لمحاربة العدو الحقيقي داعش.

والدعم الذي قدمه علماء السنة بتأيديهم لفتوى السيستاني بالإعلام قتلوا من قبل داعش يجب أن لا ينسوا هذا الدعم الديني الوطني المنسجم بين شباب الطوائف.

سماحة الشيخ توصيف رائع وجميل المسيحيون بمختلف اطيافهم والاكراد والشيعة والسنة… كل اطياف المجتمع العراقي اليوم في الحشد الشعبي، هل لازالت الطبقة السياسية التي انتقدتموها أو حملتموها جزءاً من المسؤولية مازالت تشكك في دور هذا الحشد الشعبي؟

السياسيون للأسف الشديد بعضهم يشكك لكنه جاء قوة للحشد وليس ضعفاً لأنه هو القوة على الأرض، ولا يستطيع أحد من أن ينسى فضل هؤلاء الشباب المتطوعين على العراق، والحقيقة ليست ان الحشد قاتل وانتصر فقط بل أعطى زخماً معنوياً للجيش والشرطة، وأعاد المعنويات لهم بدليل أن الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب هرب أمام داعش في السابق أما بعد تشكّل الحشد الشعبي فإنّ كل الجبهات التي يدخل بها الجيش والشرطة والحشد تحقق النصر.

الإعلام حاول تشويه صورة الحشد الشعبي من ناحية أنه طائفي باعتبار أغلبيته شيعة، ومن ناحية اخرى ألصقوا به اتهامات وممارسات لا تليق به بعد تحرير أي مدينة كالسلب والنهب.

بصفتكم رئيس علماء العراق كيف وجدتم اداء الحشد الشعبي بشكل عام؟

الحشد في الحرب وليس هناك بظالم في الحرب، فاقدس حرب بالتاريخ الإسلامي هي معارك رسول الله عليه السلام وحدثت فيها مشاكل ولكن تهويل الاخطاء واستغلالها وتسويقها سياسياً لإعطاء داعش صورة مغايرة للحقيقة من الإجرام وسفك الدماء لوجود عقدة من أي شيء يجمع العراقيين بساحة واحدة.

ولابدّ من وجود الخطأ وهذا لا يعني أننا نقبل الخطأ بل قيادة القوات والحشد لم ولن يقبلوا تجاوزات من أي فرد من الأفراد وإن حدث يأخذ للتحقيق ويحال للمحاكم، فهو ليس منهجاً يتبناه أبناء الحشد بل أخطاء تحدث من الطرفين وهذا معاب وغير مقبول في جميع الأحوال.

هل هذا الإرهاب الذي اصبح عند جزء عقيدة، أنتم كعلماء عليكم مسؤولية التوعية والتوضيح وما إلى هنالك خاصة بين العراق وسورية، هل يوجد تنسيق بينكما وعلى أي مستوى، هل هناك مؤتمرات مثمرة لوضع خطة مرسومة لإعادة النهوض بهذا الجيل من الشباب الذي عاصر الإرهاب؟

تحدثنا مع الدكتور المفتي احمد حسون في زيارة له لبغداد، ودعانا لإنشاء اتحاد علماء المسلمين من العراق والشام ونعمل على ان تتبلور هذه التجربة لان المعركة القادمة هي معركة الفكر لكن هذه المعركة لن ننتصر بها إذا بقيت أدوات الدين بأيدي بعض السياسيين الذين يحركون الأدوات الدينية بالمال والسلطة يجب أن يكون هذا الاتحاد غير مسيّس نحن ليس لنا علاقة بالسياسة والبرلمان والأمور السياسية وعدم تسويقها بالدين وإلباسها لباس الطائفة كجند الإسلام وجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية لذلك يجب أن يتبنى النظرة الدينية.

في سورية القديمة 21 مركزاً قرآنياً ومساجد وعمامات وجوامع، هل سورية كانت بحاجة للدعوة الإسلامية من منظور داعش؟! كانت سورية تتمتع بحرية في مساجدها أكثر من تمتع أهل مكة بمساجدهم.

عبر مجلة مرايا الدولية، ما هي رسالتكم إلى السياسيين العراقيين؟

السياسيون بكل توجهاتهم وانتماءاتهم الدينية المذهبية القومية لابدّ أن ينظروا فقط إلى خارطة العراق ولأن الأجيال القادمة سوف تحاكمهم، واليوم بعد تحرير هذه المدن والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي الفرصة أمام السياسيين للذهاب إلى مشروع عراقي موحد يحترم العراقي بخصوصيته ودينه وليس على حساب العراق.

هل العراق ينتصر على الإرهاب؟

العراق منتصر على الإرهاب

حاوره: رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى