فنمقابلات خاصة

خاص.. فضل سليمان: أعتمد في ألحاني على شخصية كل فنان ولست مع إعادة توزيع أغاني “الزمن الجميل”

سليمان: اللحن أهم عنصر في نجاح أي أغنية

وفاء دريبي – مرايا فن وثقافة 

بدايته الفنّية وخطوته الأولى بمجال الفن، وظهوره الأول للمشاهد العربي، كان عبر التمثيل في مسلسل “كل شي ماشي” للمخرج فادي غازي عام 2009 ، لينتقل بعدها نحو عالم التلحين، والذي يجمع مابين القوة والسلاسة ليصل لأحاسيسنا قد لا يعرف البعض منّا ما هو السر.
وفي النهاية تكون أغنيته “هيت الموسم”.
وبروح يملؤها الشغف ب “الفن، اللحن، والموسيقى” وعالم خاص به، يطل علينا من حينٍ لآخر ليفتح شباكه ويهدينا نسمة لطيفة من ألحانه الرائعة تداعب مسامعنا ثم يعود ليغلق شباكه ويجعلنا ننتظر إطلالة جديدة..
إنه الفنّان السوري “فضل سليمان” الذي نستضيفه من خلال هذا الحوار معه لنتكلم عن أشياء تعرفونها وأشياء ربما لا تعرفونها عنه..

غنّى من ألحانه أهم النجوم محققاً نجاحاً باهراً على مستوى الوطن العربي، من بعض ألحانه: “مجبور” و “أزمة ثقة” لناصيف زيتون، “كرهني” إليسا، “سمع سمع” فارس كرم، “قالوا” نوال الزغبي، “كلمة عطيني” حسين الديك، “جرحي ماشفي” صابر الرباعي، “عندك هواية” ملحم زين، “طيوبة” مروان الشامي، و “بتجنني” لحسام جنيد..
حصلَ على جائزة أفضل ملحن على مستوى الوطن العربي عام 2016 ضمن فعاليات مهرجان “جائزة الموسيقى العربية” في بيروت، ولقب ملحن العام عن أغنية “مجبور” لمسلسل “الهيبة” التي جعلت المستمع حقيقةً مجبوراً لا إرادياً بالاستماع إليها، وذلك بعد نيله جائزة الموسيقى العربية عن فئة الأغاني الأكثر إستماعاً من بين 150 أغنية..
تصدّرت أغانيه المراتب الأولى وحققت ملايين المشاهدات، وعلى إثر ذلك لُقّب ب “صانع الهيتّات”..

– “فضل سليمان” اليوم يصنّف من بين أهم الملحنين الشباب في الوطن العربي..دخولك مجال التلحين هل كان بمحضّ الصُّدفة أم للجذور الفنّية علاقة بذلك؟

بالتأكيد لا، الصُّدفة لا تخلق ملحن … أن تكون ملحن تحتاج لموهبة ودراسة وفي حال كانت العائلة فنّية فذلك يساعد أكثر، “فالموهبة والدراسة والجذور الفنّية” كانوا الأساس في تكوين هويتي اليوم..

– كل جيل ينشأ على ما شبَّ عليه.. إلى أي جيل موسيقي تنتمي؟

أنا مواليد ال١٩٨٠، بالرغم من أنني لست كبيراً جداً بالعمر، لكنني نشأت ضمن عائلة تستمع لموسيقى الزمن الجميل و أغاني العمالقة أمثال “فيروز و الرحابنه، وديع الصافي، مياده الحناوي، أم كلثوم، وعبد الحليم” مع حفظ الالقاب.

– بعد هذه المُدّة في التلحين.. ما الإضافة التي يحب “فضل سليمان” أن تكون في الأغنية العربية “حصراً” ؟

إلى يومنا هذا مازلت أحاول إضافة أو صنع فرق بالموسيقى العربية وتكوين بصمة حقيقية وخاصة لي، و لا أعلم ما إذا كنت قد حققت جزءاً من هذا الهدف، فالجمهور هو الذي يستطيع الإجابة عن ذلك ..

– الجمهور ينتظر صوت الفنان، كيف تصف له أهمية اللحن قبل الصوت؟

اللحن هو أحد عناصر نجاح المشروع الفني، و تأثيره مثل تأثير الكلمة و التوزيع.

– كل فنان له شخصية بصوته، فكيف تلحن للوصول إلى كل شخص منهم؟

باختصارٍ شديد.. أعتمد على الجمله الموسيقيه الجديدة، تركيبة اللحن ليتناسب هذا الشيء مع صوت الفنان وشخصيته.

– ما سرّ “هيت الموسم” مع فضل سليمان؟

النجاح أولاً بتوفيق من الله، لأحظى فيما بعد بفنانين مُحَبّبين لدى الجمهور، ويمتلكون مكانة كبيرة بصوتهم لقدرتهم على إيصال الأغنية بأسلوب جميل وبسيط. 

– لو كان لديك فرصة تلحين أغنية لأحد نجوم “الزمن الجميل”، فمن تختار؟

أتمنى.. وهو لَحُلُمٌ جميل أن يندرج اسمي ضمن قائمة الملحنين العظماء في الزمن الجميل ومع أهم الأسماء، وحينها لاخترتُ أغنية “سورية يا حبيبتي” غناء الفنانة نجاح سلام، كلمات وألحان محمد سلمان، ولأعطيت لحني لهذه الأسماء الكبيرة “أسمهان، صباح، عبد الحليم حافظ، ميادة الحناوي، وردة الجزائرية، وفؤاد غازي”.

– في الوقت الحالي نستمع إلى إعادة توزيع الأغاني بلحن وتوزيع جديد.. هل أنت مع هذه الخطوة؟

ما من أغنية قديمة يستطيع أحد إعادة تلحينها، لأن فن الزمن الجميل تراث و “ممنوع المساس بالتراث أبداً”.

– نصل إلى ما يستمع إليه الجمهور مراراً وتكراراً.. ونقصد التعاون الجميل بينك وبين الفنان “ناصيف زيتون” .. ماسر هذه الخلطة؟

ناصيف هو بمثابة صديق وأخ وحبيب، وحين ألحن له أتفائل به جداً والمحبة بيننا متبادلة، ونحمل هدف مشترك ألا وهو تقديم أغنية قوية جداً تلامس مشاعر الناس وتصل إلى قلوبهم.

– خضتَ مجال التمثيل سابقاً، ماذا تقول عن ذلك؟ وهل ترغب بظهورك مجدداً في الدراما؟

كانت تجربة أحببتها جداً وأعتبرها إضافة في مسيرتي الفنية.. و من الممكن أن أقدم نفسي للجمهور مجدداً بدورٍ يخدمني في حياتي المهنية، إلا أنني لا أستطيع أن أقيّم موهبتي في ذلك.

– ماجديد فضل سليمان بعد كل ما قدمه؟

لدي تعاون مع ناصيف بأغنيات ستكون ضمن ألبومه الجديد الذي يُصدر كل فترة أغنية منه، إضافة لتعاون يجمعني من جديد مع النجوم “فارس كرم، إليسا، نوال الزغبي، مروان الشامي، أدهم النابلسي، حسين الديك، و فادي حرب”.

بكلمات..

واقع الأغنية السورية اليوم ..
بأجمل ما يكون، و بتألق و من نجاح لنجاح أكبر .

جائزة تطمح لها ..
محبة الناس.

مواصفات الملحن الناجح؟
أن يكون طموحاً ليصبح “ملحن ناجح”.

بكلمة.. ماذا تقول عن “حياة إسبر”، “مازن ضاهر”، “علي المولى”..
جميعهم رائعون ومبدعون…

قلت عن ناصيف أنه “مقرّب منك” فما الصفة التي تراها فيه عن غيره؟
مايميّز ناصيف أنه “ابن أصل، وصديق حقيقي” و “يلي مثل ناصيف بيكون خيّ و سند للعمر”.

من مثلُكَ الأعلى في عالم التلحين؟

كُثُرْ، منهم الملحنين الكبار “بليغ حمدي، فريد الأطرش، عبدالفتاح سكر، وسهيل عرفه”.

ماذا تعطيكَ الجوائز التي تُمنَح لكَ، وكان آخرُها جائزة “ملحن العام”؟
تعطيني فخراً بالإنجاز ودافعاً أكبر لتقديم الأفضل بالأعمال المقبلة..

هل تعتبر نفسك من صُنّاع “هيت الموسم” ؟
هذا السؤال يقرره السوق العربي و الأغاني الناجحة..

*** نختُم هذا الحوار مع الملحن “فضل سليمان” بمقولة للفنان والموسيقار الراحل “محمد عبد الوهاب” مشدداً على أهمية اللحن بقوله:

“قمة الفن أن يوصل الملحن عمق الكلمة الى المستمع بما يصبغه عليها من صدق اللحن”.

وهنا تكمن مدى أهمية اللحن وتأثيره على نجاح الأغنية باعتباره عنصراً أساسياً من عناصر النجاح، وكان “فضل سليمان” بشهادة أهم الفنانين قد استطاع أن يحقق ماقاله أعظم الموسيقيين الراحلين..
*************

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى