رئيس تحرير مرايا الدولية – فادي بوديه
أن تتحوّل الجمهورية الاسلامية الايرانية إلى دولة نووية بإعتراف الدول الكبرى بعد حصار دام لاكثر من 35 عاماً في الوقت الذي تستجدي فيه بعض دول الجوار ( طلقة الكلاشنكوف ) أو بندقية حربية من الولايات المتحدة الاميركية … فهذا يجعلها دون أدني شك في مصافي الدول العظمى التي يسعى الحاقدون ورحّالة الصحارى تصويب سهام إرهابهم وكيدهم عليها .
الاحداث الاقليمية تزداد تعقيداً مع تسعيير نار الازمة الخليجية ، فولي العهد السعودي ( محمد بن سلمان ) يريد نقل الحرب إلى الداخل الايراني في الوقت الذي يعتبر أن العلاقة القطرية – الايرانية هي ( تهمة ) يجب محاسبة قطر عليها ، متغافلاً ولي العهد الشاب عن حجم التبادل الاقتصادي بين حليفته ( الامارات ) مع إيران على قاعدة ( يحق للشاعر ما لا يحق لغيره ) .
أمّا سورياً ، انخفضت الاصوات المطالبة برحيل الرئيس بشار الاسد غربياً كأنهم إستسلموا لواقع الحال ، وانكبوا – عبر الوساطة الروسية – للمطالبة بتقليص دور ايران لحماية الكيان الصهيوني .
على الصعيد اليمني ، لازالت الصواريخ السعودية ترتوي من دم الشعب اليمني المظلوم متهمة إيران بالوقوف وراء تمرّد هذا الشعب على مملكة آل سعود .
مسؤول إيراني رفيع يؤكد أن الحرب السعودية على اليمن حرب ( غبية) لا أفق لها إلا المزيد من إراقة الدماء والتوتر في المنطقة ، فاليمنيون لن يستسلموا للاستكبار السعودي الذي يحاول معاقبة الهواء الذي يمر فوق إيران لعجزه عن المواجهة وتعنّته الكيدي عن الحوار بالرغم من موافقة إيران على مدّ يد الحوار عبر أكثر من وساطة وفي مقدمتها ( الكويت ) .
ويضيف أن سورية اليوم تحقّق إنجازات ميدانية كبيرة بإرادة شعبها وجيشها وقيادتها الحكيمة أما مستقبل سورية يقرره الشعب السوري وحده ولا يحق لأحد – أي أحد – أن يتدخّل في الشأن السوري لا عن طريق وضع دستور أو فرض حلول وتسويات لا يقبلها هذا الشعب .
وأكّد المسؤول الايراني في ما يتعلق بالازمة الخليجية أن إيران ترفض الحصار على اي شعب وتجويعه لاسباب واهية تنطلق من خلفيات ” العقل البدوي ” لدى البعض ، مضيفاً أن سياسة إيران الخارجية تقوم على إيجاد مساحات مشتركة مع دول الجوار ليبقى باب الحوار والتعاون مفتوحاً مما يساعد على حلّ أي أزمة أو خطر لاسيما ما يتعلق بأمن المنطقة .
وحول تصريحات ولي العهد السعودي بنقل الحرب إلى الداخل الايراني ردّ المسؤول الايراني : ( من جرّب المجرب كان عقله مخرّباً ) ، فإيران اليوم قوة عسكرية يخشاها أسياد محمد بن سلمان .