الافتتاحیة

إيران وبرقيات انتصار المحور – ماذا تحمل زيارة الرئيس بوتين إلى طهران؟

فادي بودية – رئيس تحرير مجلة مرايا الدولية

لم يعد خافياً على دول” الحرب التآمرية التدميرية” إقليمية ودولية، أن بشائر انتصار المحور المقابل باتت واضحة ولا تحتاج إلى الكثير من الأدلة والتحليلات والمناورات سواءً على المستوى الميداني أو السياسي.

فالمشروع الذي بدأ في سورية منذ سبع سنوات وامتد لاحقاً إلى العراق في محاولة لربط الميدان وإقامة الخلافة الظلامية المزعومة بات يعيش مراحله الأخيرة حيث تحتضر الجماعات الإرهابية بمختلف مسمياتها تحت ضربات المقاومين وشركاء النصر من الجيش العربي السوري وحزب الله والحشد الشعبي والجيش العراقي والقوات الروسية والحرس الثوري الإيراني، واستطاعت هذه الحرب إيجاد غرفة عمليات عسكرية مشتركة ” ليعود السم إلى طابخه”.

 

على المستوى السياسي ، نجحت دول المحور في إفشال مخططات التقسيم وإسقاط أوراق التفاوض من أيدي دول الهيمنة والاستكبار ليتجه العالم من أحادية قطبية أمريكية إلى ثنائية –وربما أكثر – في قيادة العالم.

اللافت في الفترة الأخيرة الحراك المتسارع لدول محور الانتصار : إيران وسورية والعراق وروسيا ، التي تحاول التأكيد وتثبيت إفرازات وتداعيات هذا الانتصار لقطع الطريق أمام أمريكا وأزلامها لأي سيناريو جديد، فالصفقة الروسية- السعودية لشراء منظومة الـ 400 لن تؤثر على موقف روسيا في سورية، والمحاولات الأمريكية الوهمية في إقناع مسعود برزاني بتجميد استفتاء كردستان العراق لن يتيح لهم ” حلم العودة إلى العراق ثانية” وهذا ما أكد عليه الإمام الخامنئي لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي بل إن العراق ماض في توطيد العلاقة مع إيران على مختلف المستويات: التجارية والسياسية والاقتصادية والعسكرية .

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزور طهران قبل نهاية العام الحالي في زيارة رسمية هي الثانية فضلاً عن اللقاءات التسعة التي جمعته مع الرئيس روحاني على هامش الاجتماعات الدولية مما يؤكد صلابة ومتانة التحالف الروسي – الإيراني ، وقد سبق أن أرسل الرئيس بوتين عبر مبعوثه ألكسندر لافرينتييف ( المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية) رسالة سرية إلى الرئيس روحاني في العام الماضي تحمل في مضمونها أن الانتصار في سورية بات وشيكاً.

زيارة الرئيس بوتين القادمة تحمل دلالة استراتيجية محورها ” وثيقة الانتصار” في ظل تخبط إدارة ترامب حيال الملف النووي وملفات المنطقة لاسيما سورية والعراق لاسيما بعد الأزمة الخليجية التي كشفت هشاشة المشروع الخليجي وتشكيل اصطفافات جديدة.

بناء على ما تقدم يمكن استخلاص نقاط عدة أبرزها:

  • فشل المشروع الأمريكي وحلفائه في المنطقة وتحديداً في سورية والعراق.
  • قلق إسرائيلي متصاعد في ظل شعورها ” بالغربة والوحدة” تزامناً مع تهاوي حلم إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ، وبالتالي تعاظم الخطر ا لوجودي لها في أي حرب مقبلة.
  • حزب الله بات قوة إقليمية عظمى رادعاً لأي حماقة صهيونية .
  • السعودية وأزلامها الخليجيين باتوا أوراقاً محروقة لا يمكن الاعتماد عليهم في أية معادل تضمن أمن الكيان الصهيوني أو أدوات هزيلة لتنفيذ مشاريع الولايات المتحدة الأمريكية.
  • إيران أصبحت “حاجة” للاتحاد الأوروبي الذي أشهر بطاقته الحمراء بوجه ترامب خاصة في الملف النووي.
  • نهاية الأحادية القطبية وبداية نظام عالمي جديد تكون روسيا الاتحادية والصين شريكتان أساسيتان فيه .
  • إعادة تموضع بعض الدول الخليجية مثل قطر في الحضن الإيراني – الروسي لاسيما بعد طلبها الوساطة مع القيادة السورية لإعادة العلاقات.
  • إعادة تجميع القوى وفصائل المقاومة الفلسطينية لاسيما بعد زيارة وفد حركة حماس بقيادته الجديدة إلى طهران الذي طلب فتح صفحة جديدة مع دمشق.

إن هذه النقاط وغيرها الكثير ستحملها المرحلة المقبلة القريبة بعد إعلان النصر النهائي على الجماعات الإرهابية والمشاريع الظلامية السياسية ، إلا أن الثابت الأقوى أن الزمن القادم هو ” زمن انتصار المحور “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى