الافتتاحیة

كتب الأستاذ فادي بودية : هذا ما طلبته قطر من روسيا وإيران !! – ترامب : إضرب واهرب … سورية تنتصر مجدداً

رئيس تحرير مرايا الدولية – فادي بودية

( كأنّ روسيا أصبحت ملاذاً لكل الخائفين من أمريكا و مخالبها الاقليميين … كأنّ إيران أصبحت الصاعق الكهربائي الذي ( يكهرب ) بعض الممالك والإمارات الخليجية ) … بهذه الكلمات افتتح الحديث صديقنا الدبلوماسي الروسي ( العتيق ).

لا شك أن زيارة وزير خارجية قطر بعد إستفحال الحصار التجويعي من السعودية عليها شبيه تماماً إستجداء تركيا بحلف الناتو وامريكا يوم أسقطت الطائرة الروسية !! قطر أعنتها صراحة : ( لا استسلام للسعودية  ولن ندفع لترامب جزية الحماية ).

في المعلومات والوقائع

معلومات خاصة صحفية روسية حصلنا عليها تفيد أن زيارة وزير خارجية قطر إلى موسكو سبقها إتصال بين الأمير والقيصر عارضاً إقامة قاعدة عسكرية روسية في الدوحة ورفع مستوى التبادل التجاري ، فجاء ردّ القيصر على لسان وزير خارجيته أن روسيا لن توفّر جهداً في حل الازمة الخليجية بالحوار مما يعني أنها لا تدخل طرفاً في هذه المعركة فلديها مصالح إقتصادية كبيرة مع مصر والسعودية والامارات !!

هذا الطلب لم يكن الأول من نوعه حيث أن بعض التسريبات الإعلامية التي نقلها ( اويل برايس ) الهندي، عن دبلوماسي فرنسي سابق في دمشق، زعم وجود عرض قطريّ قدّمه وزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن ال ثاني، لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي التقاه في بغداد في الثاني والعشرين من الشهر الفائت، تتعهّد فيه قطر بتقديم مساعدة ( هامّة ) للقيادة السورية دون توضيح ماهيتّها. وأضاف الدبلوماسي أنّ الوزير القطري أبدى ترحيب بلده بأيّ وساطة إيرانيّة أو روسيّة تُفضي إلى ايفاد شخصيّة قطريّة رفيعة المستوى إلى دمشق .

بغض النظر عن صحة المعلومة التي نقلها هذا الموقع إلا أنه من الثابت أن قطر بدأت تبحث عن حماية غير أميركية لاسيما وأن 6800 جندي أميركيّ غادروا قاعدة العديد القطرية بحسب تقارير استخباراتية غربية ، وكذلك فإنّ موقع ( نيوز وان العبري ) تحدثّ عن نية أميركية بنقل القاعدة العسكرية الأميركية من العديد القطرية إلى جهة أخرى لم يُحدّد مكانها .

ترامب يهاجم قطر بعد رفض الامير تميم تلبية دعوته لزيارة واشنطن ، لماذا ؟!

الجواب جاء على لسان ترامب عندما قال أن دول الخليج يجب أن يدفعوا تريليون ونصف التريلون دولار مقابل الحماية مقسمة على الثلاثي : السعودية – الامارات – وقطر … وحدها قطر خالفت أوامر الاذعان الملكي وبدأت مسرحيات القرصنة والاختراقات الالكترونية وخلطوا ( الحابل بالنابل ) واشتعلت الازمة الخليجية .

سؤال آخر مشروع : حضرت 55 دولة عربية واسلامية قمة الرياض لماذا قامت فقط 5 أو 6 دول بقطع العلاقات مع قطر ؟ أين باقي الدول ؟ أم هل فقدت السعودية زعامتها العربية بعد تنصيب ( ترامب )  لها مركزاً للقيادة العربية الإسلامية ؟؟

لن ندخل في تحليل مواقف الدول التي رضخت للإملاءات السعودية بل نكتفي بالقول أن الدول التي قاطعت دولة قطر لا تملك حولا ولا قوة ، ومسلوبة الإرادة ، الثابت أن مصر والسعودية والإمارات تريد إنهاء حالة الإخوان المسلمين وهذا ما تنبّه له أردوغان فسارع إلى إرسال جنوده إلى قطر لحماية مشروعه الاخواني لأنه يدرك أن المحطة التالية ستكون تركيا !!

لكن حقيقة ما يلفت في كل هذه المسرحية : كيف تريد مصر الوقوف إلى جانب الرئيس الأسد في حربه ضد الإرهاب وهي نفسها تذوب في المشروع السعودي؟

لكن من الجيّد أن نعترف أن ترامب قدّم لسورية ما لم يقدمه كل عرب الخليج لأن الأزمة الخليجية التي أشعلها ترامب أرتدّت إيجاباً على الميدان السوري حيث بدأت المجموعات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا تشتبك مع المجموعات الإرهابية المدعومة من السعودية والامارات وهو ما أشرنا إليه في مقالنا ( حرب الإرهاب على الإرهاب ) حيث باشر ( جيش الإسلام ) المدعوم سعوديا، بمعارك ضارية ضدّ ( فيلق الرحمن ) المدعوم من قطر، تزامنا مع هجمات عنيفة بدأتها ( النّصرة ) ضدّ مقارّ ( فيلق الشام ) في ريف حلب الشمالي، ومعارك وتصفيات متبادلة أيضا بين مجاميع ( أخوة الجهاد )  في ادلب.

يتم التحضير  لمعركة ضخمة في الجنوب السوري على الحدود مع الأردن، على ايقاع زحف القوات السورية والرديفة لها باتجاه الحدود مع العراق، فيما ستتكفّل الميليشيات المسلحة المدعومة من قطر والسعودية بتصفية بعضها البعض .

اللافت في المعركة الموعودة جنوبا – وفق إشارة شوبريدج – فيتمثّل بتجهّز قوّات روسيّة هناك، ستشكّل أوّل عملية برّية وُصفت بـ ( الأكبر) منذ الإنخراط العسكريّ الروسي المباشر في سورية ، إلى جانب حشود ضخمة للجيش السوري وحلفائه تهدف إلى إطلاق عمليّة عسكرية كبيرة باتجاه درعا، خُصّصت لها نخبة الأسلحة الروسية والإيرانية، من ضمنها منظومات صاروخية متطوّرة وصواريخ جولان 400.

وهكذا فإن سورية تنتصر مجدداً … أيها العرب .. وكل الخلجان … وكل العالم .. من أرض الشام كانت الحضارة البشرية … وعلى أرضها اليوم سيرسم مستقبل العالم : لأنّ بانتصار سورية ستنتهي ممالك وإمارات الإرهاب … انتصار سورية يعني نهاية اللعبة الأميركية في المنطقة … انتصار سورية يعني نزول الإسرائيليين مجدداً إلى الملاجئ أو الهرب إلى أوروبا …انتصار سورية يعني عودة روسيا قطباً عالمياً قوياً في إدارة العالم … انتصار سورية يعني انتصار إيران …. والأهم أن انتصار سورية يعني انتصار حزب الله المقاومة التي تقلق كل إرهابيي هذا العالم .. وكثير من مفاعيل هذا الإنتصار سيخبرنا عنها ( السيد الرئيس ) في خطاب النصر المبين …

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى