
غفران المقداد
ليس سهلاً أن تغوص في أعماق شخصية مشرقة في سفوحها وغامضة في أعماقها غموض تفكيك ألغازها ومساراتها المتجهة كلها نحو مصب واحد “فلسطين”.
ما أن تسمعه يتحدث عن فلسطين وسحرها وتوقه الوهّاج إلى زيارتها والتنقل في أزقّتها.. والجلوس في مقاهيها وسماع آذانها وأجراسها تخاله شاعر يحيك خيوط الصراع بأنسنة الحنين والوفاء ، وعندما ترى قسمات وجهه ونبضات عقله تلهج فكراً وسياسة ونضالاً من المحافل الميدانية إلى الدبلوماسية إلى الإعلامية يمتطي جواد عزيمته وممسكاً بسرج ثوابته فهو “الرامي” إلى فلسطين بعروبتها ومركزية قضيته وأحقية شعبها يجتمع هنا ، ويقترح هناك ، يلتقي هنالك ، يوفق بين مكونات الشعب الفلسطيني وأقطابه السياسية.
الرجل الذي يعد أيقونة وفاء تجاه روسيا التي احتضنته سنوات طوال فاحتضنها في عقله ووجدانه، يدافع عنها بشراسة كإبن يدافع عن أحد والديه دون هوادة حاملاً همومها ومتفاخراً بمكانتها ومتيقّناً بإنتصاراتها.
كل شيء فيه من الطراز الأول، عروبته أصيلة كعشقه لأصالة الخيل ، أبوّته وفخره بابنته البطلة ” ديانا الشاعر” سيلٌ من لآلئ الحنان في عينيه، سوريته التي عاش فيها وتربى بين حاراتها وعاصر كل طبقات شعبها لم تفارقه لحظة بل كان عرّاباً للكثير من المبادرات التي تحمي سورية ، مقاومٌ يتفاخر بكل شموخ بالمقاومة اللبنانية التي هزمت إسرائيل.
ذلك هو رامي الشاعر الذي خفيَ عنه أكثر مما ظهر خلال سبعين عاماً ، وفي كل عام نغوص أبعد في أعماقه.. ففي الأعماق النفائس.
سبعون عاماً من الخير والعطاء… رامي الشاعر
#مرايا_الدولية