في حوار خاص مع قناة “الخبر” الإيرانية، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أن الجمهورية الإسلامية لم تُجرِ أي مفاوضات خارج نطاق الملف النووي، مشددًا على رفضها المطلق لما يُعرف بـ”الاتفاقات الإبراهيمية”، التي وصفها بأنها لا تنسجم مع مبادئ إيران وتشكل مشروعًا خيانيًا يهدف إلى شرعنة الاحتلال الإسرائيلي وتجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه.
وأوضح عراقتشي أن إيران تدعم أي خطة توقف الجرائم والإبادة في غزة، معتبرًا أن قرار وقف إطلاق النار هو قرار فلسطيني خالص، وأن طهران تحترم كل ما يصون الدم الفلسطيني ويحقق العدالة. وأشار إلى أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار نُفذت جزئيًا، لكن أكثر من نصف أراضي غزة ما زالت تحت الاحتلال، محذرًا من شكوك جدية حول التزام الاحتلال باستكمال الانسحاب.
وفي ما يتعلق بالموقف الإيراني من الاتفاق، وصفه عراقتشي بأنه واقعي وشامل، يدعم الجوانب الإنسانية ويحذر من خداع الكيان الصهيوني، مؤكدًا ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم في غزة أمام المحاكم الدولية.
وردًا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول احتمال وجود تفاوض حول قضايا إقليمية، شدد عراقتشي على أن كل المحادثات الإيرانية مع الأطراف الغربية اقتصرت على الملف النووي فقط، نافيًا أي حوار أو رسائل تتعلق بالمقاومة أو القضايا الإقليمية.
كما رفض الوزير الإيراني الحديث الغربي عن اتفاق شامل، مؤكدًا أن طهران لم تدخل في أي مفاوضات شاملة لا مع الأوروبيين ولا مع الأمريكيين، بل اقتصرت محادثاتها على المسار النووي فقط. وأوضح أن الترويكا الأوروبية فقدت دورها في الملف النووي، وأن طهران لم تعد ترى مبررًا لمفاوضات جديدة معهم بعد فشلهم في تنفيذ التزاماتهم السابقة.
وفي ما يخص العلاقات مع واشنطن، أكد عراقتشي أن إيران مستعدة لحوار عادل ومتوازن إذا كان قائمًا على المساواة والاحترام المتبادل، لكنه أشار إلى أن التفاوض مع أمريكا في الظروف الحالية طريق مسدود.
أما بشأن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد أوضح أن اتفاق القاهرة أصبح معلّقًا بسبب إجراءات أوروبية في مجلس الأمن، في حين تستمر بعض أشكال التعاون الفني التي تخدم المصالح الوطنية الإيرانية، مثل تشغيل مفاعل بوشهر ومفاعل طهران للأبحاث الطبية.
وجدد الوزير الإيراني موقف بلاده الحازم من الجزر الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى)، مؤكدًا أنها جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية، ورافضًا أي حديث عن احتلال، منتقدًا الموقف الأوروبي المتناقض في هذا الشأن.
وفي ختام حديثه، كشف عراقتشي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نقل رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفيد بعدم نية الاحتلال الدخول في حرب مع إيران، لكنه شدد على أن طهران لا تثق بهذه الرسائل وتبقي قواتها في حالة تأهب قصوى. كما دعا وسائل الإعلام المحلية إلى تعزيز وعي الشعب ومواجهة التضليل الإعلامي، مؤكدًا أن إيران ستواصل جهودها لكسر الحصار الاقتصادي ورفع العقوبات عبر القنوات الدبلوماسية المشروعة.
#مرايا_الدولية




