قال النائب الاول لرئیس الجمهوریة ‘اسحاق جهانغیری’ : إن إیران تفتخر لكونها وقفت فی طلیعة مكافحة الارهاب؛ مضیفاً أنه ‘لولا تضحیات الحكومة والشعب السوریین والبلدان الحلیفة، لكان تنظیم داعش قد اسس دولة له فی المنطقة’.
جاءت تصریحات جهانغیری هذه، عصر الیوم الاثنین خلال المباحثات المشتركة التي أقیمت فی مقر رئاسة الوزراء السوریة بین كبار أعضاء الوفدین الإیرانی والسوری، بحضور رئیس وزارء سوریا عماد خمیس.
وشدد النائب الأول لرئیس الجمهوریة، على ‘أن مقاومة وصمود الشعب السوری فی مواجهة الإرهابیین حقق نتائجه المنشودة؛ ونحن نهنئكم علي انتصاراتكم الأخیرة فی الصعیدین السیاسی والعسكری’.
وتابع، ینبغی على المجتمعین العالمی والأوروبی أن یدرك بأنه لولا تضحیات الحكومة والشعب السوریین وحلفائهما، لتمكن الإرهابیون الدواعش الذین جسدوا نموذجاً للعنف والقتل والمجازر والاعتداءات، من تأسیس دولة لهم فی المنطقة وتعریض الأمن العالمی إلى معضلة كبري یصعب حلها.
ومن جانب آخر من تصریحاته، أكد النائب الأول لرئیس الجمهوریة أن إیران ستقف إلى جانب سوریا حكومة وشعباً خلال مرحلة إعادة الإعمار ایضاً.
ونوه الي ان الاجتماع الاقتصادی المشترك الحالی بین البلدین یحمل فی طیاته رسالة ان سوریا دخلت مرحلة جدیدة، بما یستدعی بذل الجهود من اجل اعادة اعمار هذا البلد.
واستطرد، إن إیران مستعدة للقیام بخطوات جادة وهامة فی شتي المجالات بسوریا؛ مبیناً أن أحد أهم المواضیع فی هذا السیاق یعود إلى النظام المصرفی والتعاون المالی المباشر بین البنوك الإیرانیة والسوریة خارج إطار برنامج ‘السویفت’.
ونوه جهانغیری فی السیاق الي حضور رئیس البنك المركزی الایرانی فی هذه المباحثات بهدف ازالة المشاكل المصرفیة وتوفیر ظروف العمل لاصحاب القطاع الخاص، وطمانة رجال الاعمال بان البلدین لدیهما رغبة جادة فی تسویة القضایا والتوصل الي اتفاق فی هذا الخصوص.
كما اشار النائب الاول لرئیس الجمهوریة الي ان ایران تعد من اقوي بلدان العالم والمنطقة فی مجال انشاء محطات الطاقة الكهربائیة؛ مؤكدا استعداد الجمهوریة الاسلامیة للتعاون مع سوریا فی هذا المجال.
واضاف : ایران مستعدة ایضا علي انشاء شبكة مشتركة للسكك الحدیدیة فی اطار اتفاق ثنائی بین طهران ودمشق وایجاد قنوات الاتصال بین منطقة الخلیج الفارسی والبحر الابیض المتوسط بهدف تعزیز مسار التعاون التجاری بین البلدین.
كما اكد علي رغبة الشعب الایرانی فی زیارة المراكز المقدسة والتراثیة داخل سوریا؛ داعیا الي وضع برامج مشتركة فی هذا الخصوص.
الي ذلك، اكد رئیس الوزراء السوری ان زیارة جهانغیری والوفد المرافق الي بلاده، تحمل رسائل كثیرة وتشكل فصلا جدیدا فی تمتین العلاقات بین الشعبین والحكومتین الشقیقتین ایران وسوریا.
وفیما اشار الي ان زیارة الوفد الایرانی رفیع المستوي جاءت فی ظل التطورات الدولیة الاخیرة والحظر الاقتصادی الشدید ضد شعبی البلدین، دعا خمیس الي تظافر الجهود الثنائیة لاجتیاز هذه المرحلة.
كما اكد ان الانتصارات التی احرزتها سوریا ضد الارهابیین تحققت بفضل جهود محور المقاومة والبلدین.
ونوه خمیس الي ان زیارة كبار المسؤولین الایرانیین الي سوریا تتیح فرصا مواتیة لتنمیة العلاقات الثنائیة فی جمیع المجالات.
واردف، ان دمشق تستضیف حالیا الشركات الحكومیة والخاصة الایرانیة الناشطة فی اعادة البني التحیة وتوفیر السكن داخل سوریا.
واكد رئیس وزراء سوریا، انه وفقا لتعلیمات الرئیس الاسد فإن الاولویة فی تنفیذ مشاریع اعادة الاعمار تتعلق بالشركات الایرانیة.
واشار الي ان سوریا بحاجة سنویا الي ما یتراوح بین 500 و800 میغواط من الطاقة الكهربائیة لتطویر محطاتها؛ مصرحا ان ایران تضطلع بدور كبیر فی هذا المجال.
واردف القول، سنبذل جهدنا لتسویة مشاكل الشركات الایرانیة التی عقدت استثمارات خلال السنوات الماضیة فی سوریا لكی تستوفی كافة حقوقها.
كما اكد خمیس انه نظرا للدمار الذی خلفه الارهابیون فی البني التحتیة وشبكة السكك الحدیدیة فی سوریا، فإن دمشق لدیها برنامج لتخصیص الاولویة فی اعادة بناء آلاف الكیلومترات من السكك الحدیدیة والطرق البریة الي الشركات الایرانیة.
وفی الختام لفت رئیس الوزراء السوری الي ان بلاده مستعدة لتوفیر كافة التسهیلات بالنسبة لزوار المراكز الدینیة والسیاحیة الایرانیین؛ معربا عن امله ان یشهد عدد هؤلاء الزوار تنامیا بعد استتاب كامل الامن فی سوریا.