سياسة

– من يفوز في الانتخابات الرئاسية الايرانية ؟ – التنافس الرئاسي الايراني بين الحسابات الاقليمية والديمقراطية الشعبية

فادي بودية – رئيس تحرير مجلة مرايا الدولية

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الاسلامية الايرانية تزداد التحليلات والتوقعات والتكهنات المبنية حيناً على آمال شخصية ومصلحية ، وحيناً آخر على حسابات تناغمية مع أوضاع المنطقة والعالم ، ولاسيما أن إيران اليوم تواجه أعداء أشدّ خطراً أو إعلاناً لنوايا العداء : استفحال الجماعات التكفيرية – تصريحات ولي ولي العهد السعودي – فوز ترامب في الانتخابات الاميركية وتصنيفه لإيران مصدراً للإرهاب – التوجّس الصهيوني وتصاعد وتيرة التهديد والعداء – فوز ماكرون في الانتخابات الفرنسية ورؤيته الاوروبية الجديدة – الاوضاع الميدانية والسياسية للدول والانظمة الحليفة لإيران من اليمن الى العراق الى سورية ….

كل هذه العوامل تجتمع في لحظة مفصلية وتحولية يترقبها العالم في الانتخابات الرئاسية الايرانية بين قطبي الاصلاحيين والمحافظين .

في قراءة سريعة نرى أن البعض يرغب في فوز التيار الاصلاحي الذي يمثّله الشيخ حسن روحاني لانه يتمتّع بمرونة دبلوماسية في التعاطي مع الملفات الخارجية ، وقد حاول الاعلام الغربي إرسال إشارات رغبته بفوز الشيخ روحاني من خلال الترويج عن تجميد الرئيس الاميركي العقوبات إلى ما بعد الانتخابات مما إعتبره المحللون أن هذا القرار مؤشر على رغبة الغرب بفوز التيار الاصلاحي .

أما البعض الاخر يرى أن فوز التيار المحافظ يعيد لايران ألق الثورة ويحفظ مبادئها الخمينية ومصداقية شعاراتها خصوصاً في ما يتعلق بأميركا والكيان الصهيوني على اعتبار أنّ المرحلة تقتضي ” الحسم ” !

إنّ قراءة الانتخابات الرئاسية الايرانية وفق هذه الحسابات في الاتجاهين هي قراءة قاصرة عن حقيقة العقل الايراني ، فالرئيس المنتخب في إيران يخضع لمعايير يصادق عليها ” مجمع تشخيص مصلحة النظام ” ومن أولى شروطه : أهليته والتزامه بمبادئ الثورة الاسلامية التي يشرف على قيادته المرشد الاعلى وولي الفقيه سماحة السيد علي الخامنئي “دام ظله ” ، والتي ترسم خطوط السياسة الخارجية والداخلية للبلاد ، لذلك فإنّ فوز أي مرشح سواء من التيار الاصلاحي أو المحافظ يعني أنه يتمتّع بهذه الاهلية .

ثانيا، من قال أن التيار الاصلاحي هو تيار خارج إطار ” الثورة ” أو خارج ” الخطوط الحمراء والمبادئ الثابتة والراسخة لإيران التي تعتبر أميركا ” الشيطان الاكبر ” ؟؟؟!! ومن قال أن التيار المحافظ في إيران لا يتمتّع بديناميكية ومرونة الدبلوماسية في التعاطي مع الملفات الخارجية ؟؟!!

إنّ من يعتبر أن المرشد الاعلى يتدخّل في خيارات شعبه هو واهم كل الوهم ، ولعلّ أبرز تجليات الديمقراطية في العالم تبرز في الانتخابات الايرانية حيث الكلمة الفصل هي للشعب الايراني وحده : فلا تأثيرات دولية وإقليمية ، ولا توجيهات من هنا أو هناك … المهم لدى القيادة الاعلى في إيران هو أن يكون الرئيس مرآة لخيارات الشعب وآماله وتصوراته .

كل المرشحين تحت ظل الولي الفقيه ومبادئ الثورة

إن من يتابع المناظرات بين المرشحين للرئاسة الايرانية يجد حرصهم على الالتزام بخط الثورة وإرشادات الولي الفقيه ، فالكل يجمع على دعم المقاومة ، والكل يحرص على بناء اقتصاد إيراني مقاوم قوي ، والكل يريد بناء علاقات طيبة مع دول الجوار ونشر السلام والتصدي للإرهاب والدفاع عن المستضعفين … والاهم أنهم – كل المرشحين – يريدون إيران حصيناً منيعاً بوجه أي تهديد أميركي أو صهيوني أو تكفيري متطرف …

لذلك فإن الرهانات الخارجية ليس لها أي أرضية  في المنطق الايراني ، فلا يتوهمن أحد أن يأتي رئيس إيراني يتخلى عن المقاومة أو عن حلفاء ايران أو يعيد البلاد إلى زمن الوهن والضعف … إيران ولي الفقيه اليوم كما كانت إيران الامام الخميني ( رض ) جمهورية إسلامية تلتزم بوعودها ووفائها لمبادئها أولاً ورؤيتها الاستراتيجية للمنطقة والعالم ثانياً  ، وإيران ستبقى قوة تزلزل عرش الكيان الصهيوني وداعميه حتى إزالته من الوجود .

الانتخابات الرئاسية الايرانية لن تحسم نتائجها إلا عند إقفال صناديق الاقتراع … هذه هي المعادلة الشعبية في إيران … والفائز حتماً في الانتخابات هي ” إيران “ القوية والمقتدرة والمقاوِمة التي تحيد قيد أنملة عن خطوط ” الولي الفقيه ” والثورة الخمينية … وإنّ التاريخ يزخر بالعبر !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى