مقابلات خاصة

قائد حركة «النجباء» سماحة الشيخ أكرم الكعبي لمرايا الدولية: • الحشد الشعبي اليوم يمثل قوة ورصيد اقتدار للشعب العراقي ينبغي الحفاظ عليه • أصبحت المقاومـة اليوم قيمة عالمية وإنسـانية يجري اسـتلهام أنموذجها والبناء على إنجازاتها

المقاومة نهج وعقيدة وسبيل للحرية والكرامة والعزة… هو الشيخ العالم المجاهد الذي نهل من معين أهل البيت (ع) عناويين الإباء فكان أبداً المقدام في ساح الوغى والعاشق للشهادة في سبيل الله….

قائد حركة النجباء سماحة الشيخ أكرم الكعبي في حوار خاص لمجلة مرايا الدولية:

حركة النجباء من الحركات المقاومة البارزة على صعيد الميدان العراقي والسوري. ما هي ظروف تشكيلكم ورؤيتكم الاستراتيجية في محاربة الإرهاب؟

لقد كانت المقاومة الإسلامية في العراق، ومن ضمنها حركة النجباء، سبّاقةً إلى مواجهة الحكم الطاغوتي الصدامي والهيمنة والإحتلال الأمريكي عسكرياً وأمنياً وثقافيا وسياسياً مضافاً لذلك العقيدة الراسخة بالقضية الفلسطينية، وقد تمسكنا بهذا الخيار في وقت بدا وكأنه تدشينٌ للعصر الأميركي الذي جرت محاولات تصويره وكأنه -نهاية التاريخ-.

وفي ظل اختلال موازين القوى والظروف السائدة آنذاك إعتبر البعض خيار المقاومة وكأنه ضربُ وهمٍ، أو تهورٌ سياسي، أو جنوحٌ مناقضٌ لموجبات العقلانية والواقعية.

رغم ذلك مضت المقاومة في مسيرتها الجهادية، وهي على يقين من أحقية قضيتها وقدرتها على صنع الإنتصار، من خلال الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، والإنتماء للأمة جمعاء، والإلتزام بالمصالح الوطنية العراقية، والثقة بشعبها، وإعلائها القيم الإنسانية في الحق والعدالة والحرية.

فعلى مدى مسارها الجهادي الطويل، أرست المقاومة صدقيتها وأنموذجها قبل أن تصنع انتصاراتها، فراكمت حقبات تطوُّر مشروعِها من قوة تحرير إلى قوة توازن ومواجهة ومن ثَمّ إلى قوة ردعٍ ودفاع، مضافاً إلى دورها السياسي الداخلي كركن مؤثّر في بناء الدولة القادرة والعادلة.

بالتزامن مع ذلك، قُدِّر للمقاومة أن تطور مكانتها السياسية والإنسانية، فارتقت من كونها قيمةً وطنيةً عراقية إلى كونها -أيضاً- قيمة عربية وإسلامية متألقة، وقد أصبحت اليوم قيمة عالمية وإنسانية يجري استلهام أنموذجها والبناء على إنجازاتها في تجارب وأدبيات كل الساعين من أجل الحرية والإستقلال في شتى أنحاء المعمورة.

إنّ حركة النجباء رغم إدراكها لتلك التحولات الواعدة، وما تراه من مراوحة العدو بين عجز استراتيجية الحرب لديهوالعجز عن فرض التسويات بشروطه، فإنها لا تستهين بحجم التحديات والمخاطر التي لا تزال ماثلة، ولا تقلل من وعورة مسار المواجهة وحجم التضحيات التي تستوجبها مسيرة المقاومة واسترداد الحقوق والمساهمة في استنهاض الأمة، إلاّ أنها – في قبال ذلك – قد باتت أشد وضوحاً في خياراتها وأمضى عزيمةً في إرادتها وأكثر ثقة بربها ونفسها وشعبها.

في هذا السياق، تحدد حركة النجباء الخطوط الأساسية التي تشكّل إطاراً فكرياً سياسياً لرؤيتها الاستراتيجية ومواقفها تجاه التحديات المطروحة.

لماذا برأيكم أرادوا إلباس هذه الحرب لبوساً إسلامياً؟ وهل نجحوا في تشويه صورة الإسلام؟

من المؤكد إن ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا واسرائيل عندما قرروا دعم وايجاد فكر متطرف داخل الإسلام حققوا هدفين، احدهما كان لصالح استعمارهم وتوسعهم في المنطقة والاخر لتقويض الإسلام وتشويه صورته واستهدافه من الداخل، وسيرتهم ودعمهم للحركة الوهابية ونشؤها في المعسكرات البريطانية معروفة ومسلمة.

ونستطيع تلخيص ذلك بنقطتين:

الأولى: عندما أصبح الإسلام ينتشر كالنار في الهشيم في دول الغرب لسماحته وإنسانيته ورقي أهدافه وطرحه في وقت كانت تلك الدول تعيش فراغاً روحياً وثقافياً وغرق فظيع في العالم المادي لم يستطع الغرب مواجهة ذلك، وإيجاد بدائل واقعية وفي الوقت نفسه كان الإسلام يمثل الخيار الوحيد لملء ذلك الفراغ.

فعمل الغرب على منع ذلك، مرة من خلال إنتاج أفلام تشوه صورة الإسلام أو صور مسيئة للرسول الأكرم وصولاً إلى إيجاد مجاميع تتكفل تشويه الإسلام وتكفي الاستعمار مؤنة وجهد تحقيق هذا الهدف.

وقد استطاع الغرب فعلاً من استغلال جهال الأمة الإسلامية ودعم الفكر التكفيري المتطرف بالخفاء ومحاربته بالعلن لإظهار الإسلام بصورة مزيفة و وحشية رسمها الاستعمار من خلال تلك المجاميع الإجرامية، وقد استفاد فعلاً من التزييف والروايات الدخيلة والمحرفة في التراث الإسلامي وتبعية وتملق الكثير من الأنظمة العربية للاستعمار والتي تدعم هذه المجاميع من خلالها بتوجيه وتخطيط أمريكي صهيوني.

الثانية: ان الاستعمار استطاع استخدام هذه المجاميع لتخوض حرباً بالوكالة ضد خصومه سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين كما فعل سابقاً عندما قدم الدعم والإمكانيات لطالبان القاعدة ضد السوفيت، وكما يفعل اليوم بدعم تنظيم داعش من خلال الدول الخليجية لاستهداف العراق لكونه يمثل محور المقاومة شعبياً وليس حكومياً، وكذلك دعمه بشكل علني لبعض المجاميع التكفيرية في سورية لتخوض حرباً بالوكالة عن الكيان الصهيوني ضد محور المقاومة.

وقد استطاعوا فعلاً إشغال المسلمين بحروب داخلية الرابح الوحيد فيها هو الاستعمار, بينما الكيان الصهيوني في نفس المنطقة يعنم بسلام ودعم عربي وخليجي ويتوسع ويفرض شروطه في المنطقة، وهولاء الجهال يقاتلون بالنيابة عنه وهو يضنون انهم يحسنون صنعاً مع شديد الأسف.

أنتم تقاتلون على أكثر من محور في سورية. هل يعكس ذلك ارتياحاً لكم في الميدان العراقي؟ ألا تخشون أن يؤدي ذلك إلى إحراج للحكومة العراقية؟

ما نمتلكه من قدرات وخبرات ميدانية كمقاومة إسلامية يجعلنا نسيطر على الوضح بارتياح كبير في الجبهتين العراقية والسورية.

خصوصاً إن المجال لم يفتح لنا في العراق بشكل كامل بسبب الضغوطات الأمريكية والعربية ومن قبل دواعش السياسة على الحكومة العراقية لإطالة أمد المعركة، ولولا الوجود الأمريكي المقيت وإصرار شركاء البلد في العملية السياسية عليه لتحرر العراق بفترة قياسية من قبل أبنائه المخلصين.

وموضوع إحراج الحكومة العراقية غير وارد لأننا كمقاومة نحارب في عمق العدو ونلاحقه من أجل الإسلام والعراق، ومن غير المنطقي والحكمة إبعاد الإرهاب من البلد وتركه مستقراً في دولة مجاورة ليستعيد عافيته ويرجع مرة أخرى، خصوصاً مع وجود الحواضن الشعبية والسياسية له في العراق.

وقواتنا في سورية متواجدة بموافقة الحكومة السورية لمحاربة الإرهاب، لذلك ينبغي أن تفتخر الحكومة بذلك لا تحرج، بل ما ينبغي هو ملاحقة من يتناغم أو يتواصل مع المجاميع الإرهابية في سورية أو العالم، وكذلك اتخاذ موقف من القوات الأمريكية المصنع الاول للإرهاب في العالم.

ما هي أبرز المنجزات التي حققتموها في الميدان العراقي؟

حركة النجباء نزلت إلى الميدان أسوة ببقية فصائل المقاومة منذ بداية الهجمة الوحشية لتنظيم داعش على العراق.. وكان نزولنا في حزام بغداد الشمالي لحماية الأهالي والأحياء وتأمين خطوط دفاعية قوية لدفع الخطر عن مدينة بغداد.

وخلال تلك الفترة الساخنة بالأحداث تم تأسيس الحشد الشعبي الذي كان بمثابة الخيمة التي تُوحد العمل وتلمّ شمل فصائل المقاومة وتوحد الجهود وتنظم الأمور، وباعتبار أن القوات العسكرية التابعة للنجباء من القوات الاساسية الفعالة ضمن فصائل المقاومة في الحشد الشعبي اُنيط بها مجموعة من المحاور الهجومية ومسك الأرض في مناطق مختلفة من العراق، منها القيام بتحرير منطقة النباعي والكسارات وتسليمها للجيش العراقي بعد التحرير بالكامل، وكذلك باعتبار قرب الدجيل لقاطع عمليات النباعي قمنا بالمساعدة لأكثر من مرة للقوات التي تخوض عمليات مع عصابات داعش المتواجدة في التل الفرنسي.

ومن قواطعنا قاطع تواجدنا ضمن حزام كربلاء امتداداً لصحراء الأنبار في منطقة الشريفات التي تربطها حدودياً مع محافظة الأنبار من جهة الشمال وفي منطقة الخنافسة من جهة الشمال الشرقي.

وفي عمليات تحرير تكريت أُنيط بنا القاطع الشمالي للمدينة في حي القادسية، وكذلك شاركنا بهجوم منطقة الديوم، وقامت قواتنا بعملية هجومية في الإسحاقي ومسك الأرض لحين استباب الأمور وتسليم القاطع لأحد فصائل الحشد الشعبي، وعملية هجومية في شرق سامراء في منطقة بنات الحسن والرصاصي، ومجموعة عمليات هجومية في جنوب سامراء في الركة وأم الطلايب وقرية الرحالة، وكذلك المشاركة في تحرير منشأة المثنى وطريقها طريق سامراء الفلوجة وبعد التحرير تم تسليم هذه المناطق إلى قوات مسك الأرض في الحشد الشعبي، واستلام قاطع غرب سامراء بالكامل والتثبيت استعداداً للقيام بعملية واسعة في جزيرة سامراء، وتمت العملية بنجاح وبفترة وجيزة تم تحرير المنطقة ووصلت قواتنا إلى الخط الاستراتيجي خط لاين النفط، وكذلك شاركنا قبل تحرير بيجي بعمليات هجومية في منطقة البوجواري، ومسك الأرض في الحمرة والحجاج ضمن قاطع صلاح الدين لتأمين وإعادة تحرير طريق بيجي.

وبعد انطلاق العمليات كان تواجد حركة النجباء بأهم منطقة استراتيجية في بيجي تفصل بين المدينة وناحية ومصفى الصينية التي يتواجد فيها داعش أيضاً وفعلاً تحركت قواتنا مع باقي فصائل الحشد وكانت مهامنا الهجوم بثلاثة محاور: الأول غرب قاطعنا في البوجراد للدخول في قلب مدينة بيجي وفصل المدينة وتشتيت العدو، والثاني باتجاه شركة الهونداي في الجنوب الغربي لقاطعنا، والثالث باتجاه مصفى الصينية في شمال قاطع تواجد الحركة، وقد وفقثنا الله لإتمام تلك العملايات وتحرير المناطق التي أنيطت بالحركة، وفي عمليات الفلوجة كانت لنا مشاركة ضمن قاطع الكرمة.

وقواتنا مسكت خطاً ساخناً وخطيراً في جبال مكحول وشاركنا في أغلب العمليات لتأمين طريق الموصل بيجي قبل بدء عمليات تحرير الموصل.

وعند الإعلان عن عمليات الموصل شاركت قوات حركة النجباء في عمليات الحشد الواسعة في القاطع الغربي للموصل، وبفضل الله تعالى قوات الحركة استطاعت تحرير الكثير من المناطق ضمن هذا القاطع أهمها عين الجحش والمربندية والسيف الأثري.

تتجه سياسة الاستكبار نحو حل الحشد الشعبي تحت ذريعة أنه شيعي يتبع لإيران. ما موقفكم من هذا المخطط؟ وهل يوجد داخل حركتكم متطوعين من مختلف الانتماءات الطائفية والمذهبية؟

إن مشاريع الاستكبار في العراق والمنطقة فشلت بوجود الحشد الشعبي العنوان الجامع لفصائل المقاومة، حيث كان مشروعهم الاستعماري يعتمد على إطالة أمد المعركة لفسح مجال أوسع لتنفيذ مخططاتهم وأجنداتهم في العراق والمنطقة، لذلك نجد من الطبيعي أن تتجه سياسية الاستكبار لحل الحشد، أو سلب روحه المتمثلة بفصائل المقاومة على أقل تقدير، وإبقائه كعنوان خاوي من القوة والمرونة التي يتمتع بفضل وجود العقيدة القتالية والخبرة والأسلوب لفصائل المقاومة.

لذلك هدفهم إنهاء الحشد كقوة مقتدرة كما فعلوا سابقاً بالجيش العراقي، حيث دمرو قدراته وإمكانياته وجعلوه مجرد عنوان يفتقد للإمكانيات والتخطيط والعقيدة والقيادات المهنية، لبيقى العراق تحت رحمة الاستعمار، ولكن ولادة الحشد الذي كان ظهيراً قوياً للجيش العراقي، وأعاد له عافيته وحرر أراضي الوطن وافشل المشروع الاستعماري.

وبخصوص المتطوعين والمجاهدين داخل الحركة نعم يوجد من كافة الانتماءات وخصوصاً في مناطق القتال من نفس سكان تلك المناطق، وأبرزها فوج الأنبار وفوج تكريت.

ما هي رؤيتكم لمستقبل الحشد الشعبي في العراق بعد تحريره من داعش؟

الحشد الشعبي اليوم يمثل قوة ورصيد اقتدار للشعب العراقي ينبغي الحفاظ عليه عنواناً وروحاً لأنه حقق إنجازات كبيرة قبل تشكيله عندما كانت أهم مكوناته من الفصائل المنطوية تحت عنوانه يقاومون الاحتلال الأمريكي، وبعد تشكيله عندما حارب تنظيم داعش وحرر المدن العراقية بفترات قياسية.

لذلك نتوقع من القوى الساسية الشريفة عدم التفريط به وسيكون أحد الأركان القوية التي يستند عليها العراق.

عبر مجلة مرايا الدولية ما هي رسالتكم إلى العراقيين؟

الشعب العراقي شعب كريم ومعطاء وأبيّ، ولولا وقوفه خلف الحشد والقوات الأمنية لما تحققت الانتصارات لهذا الشعب الذي لم يبخل على الإسلام والوطن بدماء أبنائه، ولهذا ولغيره أقول له أيها الشعب المجاهد بات اليوم واضحاً من هو العدو ومن الصديق، أنت مصدر السلطات السياسية في العراق ومنك يبدأ التغيير ويستقر البلد، ارفضوا أصدقاء الاستعمار وأذنابهم السعودية وتركيا وقطر، استبدلوا هذه الوجوه التي لم تجلب إلى العراق إلا الخراب والدمار، لن نقبل أن تباع الدماء الغالية لإخوتنا وأبناءنا، لهم هذه الدماء ستثمر وعياً وإيماناً راسخاً للشعب العراقي شعب التضحية والوفاء

حاوره: رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى